حتماً يوماً ما سنصلي بالقدس
دينا الرميمة
لعشرات السنين ومنذُ أن وعد بلفور اليهودَ بمنحهم وطنا على أرض فلسطين، والفلسطينيون يعمدون بدمائهم حقَّهم بأرضهم وتمسكهم بالقدس عاصمة أبدية لهم ولتربتها يمنحون أغلى التضحيات.
ومنذُ قرن من الزمن خطت سنوات الاحتلال تجاعيدها البشعة على وجوههم وعلى حيطان وجدران القدس، ودنست أقدامُ اليهود قداستها، وخلال سنوات الاحتلال أَيْـضاً استبدلت كروم الزيتون بالمستوطنات الصهيونية في ظلِّ صمت وتجاهل من الخونة العرب ورضى تام منهم، بل كانوا يشدون خطاهم نحو الكيان الصهيوني ويتقربون إليه زلفى بغرس أوتاده وكيانه بالأرض العربية بأيديهم وبأموالهم، غير آبهين بما يتلونه من آيات تصنفهم من اليهود في حال توليهم أَو السعي لطلب الرضى منهم، وبالفعلِ هم ليسوا إلّا كذلك وليس لهم من الإسلام إلّا الاسم، فالربُّ عندهم هو فرعون العصر أمريكا وله تسجد جباههم وتنحني ظهورهم ليتسلقها هو والصهاينة ويعتلوا أكتافَهم للوصول إلى مبتغاهم في الأراضي العربية وَالمقدّسات الإسلامية، فأولاً بالقدس ومن ثم ستكون محطتهم القادمة مكة والبيت الحرام التي أصبح على المسلمين من الصعب الوصول إليها!!.
ولا ضير في ذلك عندهم، فالأهمُّ هو أن يرضى عنهم قادة البيت الأبيض ويمنحوهم كلمةَ شكرٍ على مواقفهم الداعمة لصفعتهم القادمة للعرب، ما يعني أنهم ليس لهم علاقه بالعروبة ولا بالإسلام، فالدم الذي يجري في أوردتهم هو نفسه دم اريل شارون ونتنياهو، وأما دينهم ومعتقداتهم فليست إلّا اليهودية المحرفة التي يتبرأ منها كليمُ الله موسى -عليه السَّلامُ-، من بشّر بالنبي الخاتم والدين الإسلامي خاتم الرسالات.
وحتى تبقى مناصبُهم وعروشُهم في أمان، فلا بُدَّ أن يحفظوا أمنَ إسرائيل، ولا ضير أن يرتكبوا بالمسلمين محارق نازية كمحارق هتلر التي أصبحت ذكرى تجمع وتقارب بين الأديان، فيذهبوا ليحيوا ذكراها ويتباكون أمامَ نصبها التذكاري، أمّا ما يرتكبه الصهاينةُ بالفلسطينيين من محارقَ نازية يومياً، فلا تستحق حتى تغريدة منهم يعلنوا وقوفَهم مع الإنسانية في رفضها للعنصرية والتطرف والكراهية، كما يغردون على أرواحِ اليهود التي أزهقها هتلر.
اليوم بـ50 مليون دولار يريد الصهاينةُ القضاءَ على القضية الفلسطينية واحتلال الأرض الفلسطينية، بما أسماها ترامب بخطة السلام وشكره عليها نتنياهو، واعداً له أن هذا اليوم الذي أعلن فيه ترامب صفقةَ القرن لن ينساه وسيظل يوماً خالداً في ذاكرة اليهود إلى الأبد، ولم يقصر أَيْـضاً الخونة العرب في دعمِهم لخطة ترامب، فوصلته التهاني والتبريكات السعودية وَالإماراتية ومن البحرين وعمان وكل من شكرهم ترامب بالأمس على انبطاحهم المرضي له الذي أوصله لهدفه كما يظن!!.
فيما يبدي تخوّفه وخشيته من أولئك الأحرار في إيران واليمن ولبنان والعراق وفلسطين، من تضامنوا مع الشعبِ الفلسطيني وعلى مواقفهم الدائمة والداعمة للقضية الفلسطينية وَالفاضحة لكلِّ مخطّطات اليهود وَأمريكا تنهال عليهم زفرات الغضب الأمريكي والصهيوني وتشن عليهم الحروبَ لثنيهم عن مواقفهم ومسخ هُــوِيَّتهم العربية والإسلامية، وباتت بوصلةُ العداء موجهةً إليهم بأموال وأيادٍ عربية، وَلكنهم بلا شك لن يزدادوا إلّا تمسُّكاً بمبادئهم الدينية وقيمهم العربية، وَسيُفشلون كُـلَّ مخطّطات ترامب ومن تحالف معه من الأعراب، وسترتد صفعتُه عليه وعلى كُـلِّ من سبّحوا بحمده والتفوا حوله، وستخرج أمريكا واليهودُ من الأرض العربية يجرون فشلَهم الذريعَ، فهذا الأمر قد قطع وحتمي، وستبقى القدسُ عربيةً ولن تكون إلّا عاصمة فلسطين، وسيأتي اليوم الذي سيصلي فيه كُـلُّ قادة محور المقاومة بالقدس، وحتماً يوماً ما سنصلّي جميعنا بالقدس.