“البنيانُ المرصوص” النصرُ الخالد
غيداء الخاشب
شفاءٌ للصدور تلك الانتصاراتُ التي تتابعُ لتزيد من مكانة اليمني المقاتّل أمام نظر الجميع، من نصر إلى نصر أعظم، ومن عملية كبيرة إلى عملية أكبر وأوسع، وبنفسِ الوتيرة يتقدّم رجالُ الله الأفذاذ نحوَ الهدف السامي، والغاية النبيلة، التي تتمثّل في تطهير الأرض اليمنية من عتاولة الشر والقضاء على مآربهم.
لطالما كان مرتزِقةُ العدوان يرددون(قادمون يا صنعاء) منذُ ما يقارب الخمس سنوات، وقد حاولوا بكلِّ قواهم تنفيذ مخطّط جديد للسيطرةِ على صنعاء من خلال جبهات نهم ومأرب والجوف، فكانت الفاجعةُ التي لم تكن بحسبانهم أن جهودَهم الحثيثة لسنوات سقطت في أيام معدودة؛ لأَنَّهم خسروا آلياتهم، وتم التنكيلُ بهم على أرقى مستوى ومنهم من ولى دُبره ومنهم من سلّم نفسه، وباتوا يجرون وراءَهم أذيالَ الخيبة والخسران.
أولئك الأبطال قاتلوا بأمرٍ من الله ووفق توجيهات الله ثُم القيادة كالبنيان المرصوص صفاً واحداً لا اختلال ولا اختلاف؛ لذا سميت عمليتهم (النبيان المرصوص).
عملية عُظمى، وقوة كُبرى، ستدرسها الأجيال، ويخلدها التاريخُ على مر الزمان؛ لأَنَّها وفعلاً (النصرُ الخالد)، سيُخلد ذكر هذا النصر على أللسنة البشرية وفي كتب التاريخ، أن ذاك اليمني فارسٌ شجاعٌ هفا إلى شرفِ الجهاد دون تردد، لم يجزع عندما رأى ما يمتلكه الغزاةُ من عدة وعتاد بكمية هائلة وحديثة، وفي نهاية المطاف قدّم روحَه؛ من أجل أن يمسي حراً عزيزاً أبياً شهيداً.
صدر بيان العميد يحيى سريع عن هذه العملية في وقت أطلق ترامب المعتوه تصريحَه بما يُسمى صفقة القرن، والتي هي بالأصل بيعٌ للقضية الفلسطينية، وربما سيكون هذا النصرُ تحذيرا وتنبيها لترامب وأعوانه، أن اليمنَ لن يصمتَ عن هذه المؤامرة الحقيرة، وكما زعم ذلك اليهودي بأنها خطة السلام الجديدة، ولسوف يتحَرّك اليمنيون وكلُّ الأحرار الذين يرفضون الهيمنة الإسرائيلية، حتى إن جفت الدماء من عروقهم ويسحقون لفيفَهم المتبقي في أرجاء الوطن العربي.
وسيكون النصرُ التالي هو اليوم الذي سنُحرّر فيه الأقصى من دنس ورجس اليهود الأنذال المجرمين وجميع المناطق المحتلّة، بدايةً في اليمن ثم خارج اليمن بعونِ الله وتأييده، ثقتنا بالله كبيرة بأن ذاك اليوم حتماً سيأتي كفلق الصبح وتعلو شمسُ النصر ماحيةً كُلَّ الظلام، نصرٌ خالدٌ يعيدُ للأُمَّـة مجدها ويسحق كُـلّ أعدائها، وبإذن الله سيكون لليمنيين شرف قيادة الأُمَّـة نحو هذا النصر المَوعود.
((وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ))، ((إن الله يحبُ الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بينانٌ مرصوص)).