القدس واليمن في عالم غريب غالبه الوهن
عفاف البعداني
تصرخ أفواه من قلب اليمن، من عمق المعاناة، من لهيب الظلم، تصرخ أفواه ملثمة لها صدى يصل مداه إلى ما بعد بعد أراضي اليمن، يطير هذا الصوتُ محلقًا في سماء العالم الغريب الذي غالب حكامه الوهن، يطير بأجنحة بيضاء تحمل نقاءَ وصفاءَ وشجاعةَ ووفاءَ أهل اليمن، لتصل إلى قدس الحَزَن وتحطّ رحالَها في أرض القداسة وزهراء الزمن، طيورُنا جاءت بالخبر أننا معكم يا فلسطينيون بالدعاء وبالتنديد، وقريبًا بضرب من حديد ونعلنها علناً، فأنت يا قدسنا الميمون يحاربكِ اليهود، أما نحن فيحاربنا كُـلُّ حكام الشعوب.
من بين الركام يا قدس صرخنا، ومن بين الحطام خرجنا، ومن سيل الدماء المستباح هدرًا نجونا.
من كُـلِّ بقاع أرضي وشعابها وجبالها ورجالها جئناكِ مناصرين؛ لأَنَّ أصلنا أنصار، جئناكِ نحمل رايةَ الثوار فيها نثور على الظلم والاحتلال وأتباع الصهيونية؛ لأَنَّ القدسَ يا حمقى ستبقى عربية عربية..
ولتفتح أبوبَ جهنم لكلِّ من يطرأ على مخيلته أن القدسَ ستكون عاصمة لليهود، وهي أصلٌ للعروبة والعرب، وسحقًا لصفعة القرن التي ستعود وبالا من الصفعات على مطبليها ومصفقيها ومطبعيها، سحقاً لكلِّ من أباح أفعالَ الاحتلال سرًا وجهراً بالتنديد والاستنكار، ليسكت ضميره المرتهن.
ها نحن أبناء اليمن ننقل أصواتنا إليكِ يا مجدَ العروبة والعرب، وتطير بنا الأمنيات إلى قدسك الميمون، لنراكِ حرة أبية وخالية من عراقيل الظلم والاحتلال، وتطير بنا الأمنيات ونحنُ في محرابكِ ساجدين خاشعين نستفيض من جمالكِ تجليلاً وتكريماً.
من هنا من أرض الطيبة وأصل العروبة، من هنا حيث تكالب علينا مَنْ يسمون أنفسهم العرب، من هنا حيث المعاناة جمعت ولامست قلوبنا؛ كوننا يمنيين، من الحرمان الذي أمسى وأصبح في بلادنا، إلّا أن هذا أبداً وبتاتاً وإطلاقاً لم ينسنا حبنا وعروبتنا لك يا قدس المدائن.