ما حصل في نهم
يحيى المحطوري
جمع الشيطانُ الأكبرُ أوراقَه المحترقةَ منذ خمسة أعوام وحشَدَ منها ١٧ لواءً عسكرياً.. وبكُلِّ ترسانته الإعلامية الهائلة ضَخَّ في نفوسهم معنوياتِ القتال.. وبإمْكَانيته المادية اللامحدودة عبّأ جيوبَهم بأنجسِ الأموال.. وحشرهم جميعاً إلى أبواب صنعاء وقال:
ادخلوها بالحروب وبالقتال..
إني معكم.. وبعزة طاغوتي أنتم الغالبون..
وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ..
فتقدموا بكل زهوٍ واستبسال.. مسرعين إلى حتوفهم بعد أن غرّتهم وعودُ الشيطان التي زيّنها لهم والآمال..
انطلقوا يطلبون المحالَ.. ولم يجدوا أمامَهم سوى العذاب والنكال.. بأيدي المؤمنين الرجال الأُباة الأبطال..
فهتف بهم شيطانُهم وهم يحترقون ببأسِ الله وجبروتِه وبطشِه.. إني بريءٌ منكم.. وولّى على أعقابه هارباً مذعوراً..
فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ..
إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَاف اللَّه وَاَللَّه شَدِيد الْعِقَاب..
وكان اللهُ شديدَ العقاب فعلاً..
فأصبحوا في ليلة وضحاها.. ما بين أسيرٍ مقيِّد في الأصفاد والأغلال..
وجريحٍ مقطَّعِ الأوصال..
أو قتيلٍ لا عزاء عليه.. وبئس المآل..
ومَن تبقى من فلولهم فرَّ هارباً تحت جناح الانسحاب التكتيكي الذي لم يغنِ عنهم شيئاً..
والعاقبة للمتقين..