صفقةُ القرن غربلةٌ لخونة العالم
أميرة العراسي
أعلن ترامب صفقةَ القرن معلناً بذلك العنجهية الأمريكية أمام المِلف الفلسطيني وأحقية هذا الشعب المظلوم المحتلّ من قبل الكيان الغاصب بأراضيه وكأن أمريكا بهذا الإعلان تعلن وصايتها على العالم..
استطاعت أمريكا وإسرائيل في السنوات الأخيرة العملَ على إيجاد حلفاءَ لها في المنطقة؛ لتهرول بعد ذلك الدولُ النفطية، على رأسها السعودية والإمارات وسلطنة عُمان كداعمين لإسرائيل وأمريكا بالإعلان عن ما تسمى صفقة القرن.
في ظل غضب واستنفار شعبي ودولي من الدول التي ما زالت تمتلكُ قرارَها برفض هذه الصفقة التي تشرع في بنودها أحقية إسرائيل في امتلاك الأراضي الفلسطينية وتقسيم أراضيها ليكون بعد ذلك التقسيم الحق لإسرائيل بامتلاك ارض محتلّة والعبث بمقدساتها الإسلامية دون أدنى حَـقّ لها في ذلك..
يقفُ العالم المنافقُ لعشرات السنوات في صف أمريكا وإسرائيل بكل ما ترتكبه من جرائم حرب في الشعب الفلسطيني واحتلال أراضٍ ولا تحَرّك ساكناً، لتقف أمام هذا الكيان الصهيوني الغاصب عاجزةً متخاذلةً أمام حقه في العيش بسلام وسلامة أراضيه من أي احتلال خارجي غاصب، وَعندما قرّر العالمُ اليومَ أن يستيقظَ من سُباته العميق أيّد وتواطأ وقرّر مواصلةَ انتزاع الحق الفلسطيني وتجريده من امتلاك أراضيه.
دعمُ الأنظمة العربية لما تسمى صفقة القرن اليوم ما هو إلّا عمالةٌ وخيانةٌ للوطن العربي والإسلامي وموافقةٌ على كُـلّ الجرائم بحق هذا الشعب المظلوم.
ولا بد للسلطة الفلسطينية في الأَسَاس من توحيد صفها وحشد حلفائها في المنطقة والعالم وانتزاع الحق في عودة الأراضي الفلسطينية لأصحابها الأصليين.
ولا بد أيضاً أن يعرفَ كُـلُّ خونة العالم العربي أن صفقةَ ترامب ما هي إلّا صفعة ستكونُ في القريب العاجل في وجه كُـلّ من خذل وتآمر وأيّد هذه الصفقة، وستكون نهايتهم مدويةً وقريبةً جِـدًّا، وأن حبر هذه الصفقة سيتحولُ إلى دماء ستُسفك من قبل هذه الدويلات التي تحمي دولَ العدوان العظمى، وستكون حمايةً للحق الفلسطيني ولوحدة وسلامة أراضيه وسيادته.