التسليم.. أهميته وثماره وعواقب عدم الالتزام به!!
منصور البكالي
بالنظر إلى تصرفات المحسوبين علينا كأنصار الله، ومن أتباع المسيرة القرآنية، نجد أن هناك بعضاً ممن يعانون من نقصٍ في الوعي بأهميّة التسليم، وفي تحديد صفات من يجب التسليمُ لهم كأشخاص أَو جهات.
ومن هؤلاء من لم يدرك إلى اليوم المعنى الحقيقي للتسليم، ومدى أهميته في توفيق الله لنا في مختلفِ أعمالنا، مع وجود النماذج والأمثلة المذكورة في القرآن الكريم حول هذا الموضوع، ومنها على سبيل المثال قصةُ بني إسرائيل مع موسى، حين ذهب إلى الجبل وعاد وهم يعبُدون العجلَ من دون الله، هذا في عدم التسليم، فيما المثل الآخر الذي جسدته قصةُ الملك طالوت وقومه، في موضوع الاختبار لهم بشقيهم المسلم وكذا المخالف، وكيف كانت النتائج، التي أوردها اللهُ لنا في كتابه للاستفادة والعظة والعبرة.
ومن هنا يمكننا الإشارةُ إلى موضوع سوء فهم بعض كوادرنا لأهميّة التسليم، لقياداتهم ومدرائهم في هذه المؤسّسة أَو تلك، ممن لا يفهمون بأن التسليمَ ليس خاصا بالتسليم لقائد الثورة سيدي ومولاي السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي فقط، فيما للتسليم مديات ومسارات شمولية متصاعدة من الأسفل إلى الأعلى، تبدأ بتسليمك لمديرك أَو رئيسك في العمل، وتنتهي بتسليمك للقيادة العليا المرتبطة بالتسليم المطلق لله ولما جاء به رسولُه -صلوات الله عليه وعلى آله-.
وهذه إشكالية تحتاج إلى تسليطِ الضوء عليها وشرحها من قبل الجانب الثقافي والتوعوي للمسيرة القرآنية، عبر مختلف طرق الاتصال والتواصل ووسائلها الإعلامية المتعددة.
كما نحتاج في هذا الجانب إلى مراجعة ثمار التسليم الممتدة عبر التأريخ، وتذكر العِبر من عواقب عدم الالتزام به.
إضافةً إلى توعية وتبصير شبابنا وكل من يتحملون بعضاً من المسئوليات أمام هذه الأُمَّـة وهذا الشعب العظيم، بأهميّة هذه المعادلة ومكاسبها، وخسائر التفريط في عدم الالتزام بها.