ماذا يفعل شعار وكالة (USAID) على غنائم “البنيان المرصوص”؟!
الحمزة إسحاق
“يو إس آيد” الوكالةُ الأمريكيةُ للتنمية الدولية التي تتغنّى أمريكا بدعمها للمشاريع “الإنسانية” حول العالم عبرها، هي في ظاهرها معنية بدعم الأنشطة الإغاثية والغذائية والتعليمية و”الديمقراطية” والاقتصادية في مختلف الدول -حسب زعمها- وفي باطنها يكفينا ظهورُ شعارها كوكالة “إنسانية” بين غنائم جبهة عسكريّة كان يسيطر عليها الخونةُ.
هنا شاهدٌ واضح لكلِّ ما نقوله حول توظيف أمريكا الشعارات الإنسانية التي ينخدع بها البسطاءُ ويروّج لها المشبوهون، وكيف تستخدمها أمريكا كغطاء لدعم أنشطتها العسكريّة المباشرة، الوكالة ليست كالمنظمات الأممية وغيرها من المنظمات غير الحكومية، بل هي وكالة حكومية رسمية تتبع الحكومةَ الأمريكيةَ مباشرةً، وتديرها السفارات الأمريكية بشكل مباشر.
حتى أنه بعد أن طُردت السفارةُ الأمريكيةُ من صنعاء، أقفلت الوكالةُ مقرَّها بالعاصمة بعد ذلك مباشرة، وصرفت جميع موظفيها عدا البعض القليل الذين أبقتهم في مكتب مصغر لها، أقفلته هو الآخر بعد بضعة أشهر عقب قيام أفراد من اللجان الشعبيّة بتفتيش إحدى مدرعات الوكالة، الأمر الذي أثار حينها سخطَ بعض المثقفين والمسؤولين الذين يقبع معظمُهم اليومَ في فنادق الرياض.
المشكلة أن تجد إلى اليوم رغم كُـلّ الشواهد التي تتجلى كُـلَّ يوم، مَنْ لا زال يقول: أين هي أمريكا؟
رغم أن العدوانَ أُعلن من واشنطن على لسان الجبير، والطائرات وقنابلها التي تقصف كلها أمريكية، والخبراء العسكريّون في غرف العمليات أمريكيون، والمهمة المخابراتية التي تحدّد كُـلّ هدف يتم قصفه مهمة أمريكا، والمهمة اللوجيستية الخَاصَّة بتدبير ونقل المواد والغذاء والعتاد والأفراد مهمة أمريكا.
أخبرني يا هذا:
لو كان الأمريكيُّ نفسُه يعترف بتكفله بكلِّ هذا وأكثر منه، فماذا تبقّى للسعوديّ والإماراتي من دور يناط بهما سوى كونهما مجرّد “أدوات” للتنفيذ؟!