بدايةٌ هزيلة للجسر الطبي تضعُ الأمم المتحدة أمامَ التساؤلات الإنسانية
المسيرة: خاص
أعلن مديرُ الجسر الطبي الجوي د. مطهر الدرويش، أمس الاثنين، انطلاقَ رحلة إسعافية لـ 7 مرضى ومرافقيهم، عبر مطار صنعاء الدولي باتّجاه العاصمة الأردنية عمان، بعد إغلاقه لأكثر من خمسة أعوام، واستمرار المفاوضات مع الأمم المتحدة حول ملف المرضى منذُ عامين دون أية جدوى.
وأكّـد مدير الجسر الطبي الدرويش “للمسيرة”، أن الرحلة التي حصلت، أمس، هي رحلة إسعافية وليست أول رحلة على الجسر الطبي المتفق عليه مع الأمم المتحدة، مشيراً إلى أن هذه الطائرة كانت غيرَ مجهزة لظروف المرضى.
ولفت الدرويش إلى أن الموافقة على هذه الرحلة تمّت بعد حصولهم على تعهّدٍ خطي من الأطراف الأممية، بأن يؤمنوا جميعَ المستلزمات الطبية لهذه الطائرة.
وفي ذات السياق، قال مدير عام النقل الجوي، المهندس مازن غانم “للمسيرة”: إن الآلية التي صرحت بها الأمم المتحدة لإجلاء المرضى بمعدل 7، وعدد أربع رحلات في الشهر سيزيد من معاناة اليمنيين.
وأكّـد مازن غانم في تصريح صحفي، أمس، أن ما بين 15 إلى 25 مريضا يموتون يوميا؛ بسبَبِ عدم تمكنهم من السفر لتلقي العلاج بالخارج بعد فرض تحالف العدوان السعودي الأمريكي حصارَه على مطار صنعاء الدولي، مُشيراً إلى أن هذه الخطوة تحتاجُ إلى 13 عاما لنقل 32 ألف مريض مسجلين في كشوفات وزارة الصحة في حال اعتماد آلية نقل سبعة مرضى في كُـلّ رحلة، مطالباً المجتمعَ الدولي والأمم المتحدة بفتح مطار صنعاء الدولي لكافة المواطنين بدون أي شروط؛ باعتبار أن إغلاقَه مخالفٌ للقانون الدولي.
من جهة أُخرى، قال مدير مكتب المجلس النرويجي للاجئين في اليمن، محمد عبدي: “إن تسييرَ الرحلات العلاجية من مطار صنعاء الدولي تأخر للغاية بالنسبة لآلاف اليمنيين الذين ماتوا في انتظار السفر لخارج البلاد، وإن تحالف السعودية والإمارات حكم على المرضى بالإعدام، وحرمهم من الحصول على رعاية عاجلة كان من الممكن أن تنقذ أرواحَهم”.
وأبدى عبدي أملَه في أن تنقذ الرحلات الطبية التي دشّنت، أمس، من مطار صنعاء، حياةَ المزيد من اليمنيين، حيث لا يزال الكثيرون ينتظرون الحصولَ على الرعاية الطبية التي يحتاجون إليها ولا يوجد ما يبرّر معاقبتهم، معبرا عن الأمل في ألا يعرض التصعيدُ العسكري الأخير في شمال البلاد هذه الرحلات للتهديد.
وتابع: “هذه الخطوة صغيرة ولكنها مهمة لبناء الثقة بين مختلف الأطراف وإنهاء المشاحنات وَالوصول لفتح مطار صنعاء للرحلات الجوية التجارية بشكل كامل”، مضيفاً: “يعد إغلاق مطار صنعاء أحد الأمثلة على الطريقة التي يتسبّب بها استخدامُ الحصار في خلق معاناة لا تطاق بالنسبة للمدنيين، ويشمل ذلك فرض قيود على السلع الإنسانية والواردات التجارية من الغذاء والوقود والأدوية”.
وأشَارَ مدير المجلس النرويجي، إلى أن 80% من السكان يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة، واليمن بحاجة إلى إجراء عاجل لزيادة تدفق الغذاء والوقود والأدوية من ميناء الحديدة لباقي أنحاء البلاد، لافتاً إلى أن عدمَ حل مشكلة رواتب الموظفين وصرفها يدفع الشعبَ اليمني إلى خطر المجاعة مرة أُخرى.
هذا ويشار إلى أن الرحلات الطبية ستقومُ بنقل 30 مريضاً إلى القاهرة وعمان كُـلَّ شهر بمستوى أربع رحلات شهرياً، ممن يعانون من أمراض مزمنة لا يمكن علاجُها داخل اليمن، بعد أن استغرق الأمرُ عامين للتفاوض على هذه الرحلات الجوية التي تبدأ خطواتها الأولى بنقل 7 مرضى، ومن المتوقع أن تليها رحلات أُخرى، في ظلِّ تزايد الانتشار للأوبئة والأمراض وانهيار المنظومة الصحية للمستشفيات في اليمن واستهداف البُنية التحتية للقطاع الصحي من قبل العدوان وحصاره المفروض منذُ خمسة أعوام.