ما زالت زينب تزلزلُ عروشَ المستكبرين
أمل المطهر
ها نحنُ وبين الآونة والأُخرى، نرى مواقفَ عظيمة تسطرها المرأةُ اليمنية التي رفضت الضيمَ وشاركت الرجلَ في مقارعة الظلم ومواجهة العدوان على وطنها وأرضها وشعبها.
وها هي اليوم تخرج وبكلِّ وعي وصمود، لتعلنَ سخطَها ورفضَها لصفقة القرن وللمؤامرة الخبيثة على المقدسات الشريفة، وعلى الأُمَّة الإسلامية بأسرها.
كان خروجُ النساء اليمنيات في ذلك المنظر المهيب وبتلك الجموع الهائلة، مزلزلاً لعروش كُـلِّ الطغاة، فكما وقفت السيدة زينب أمام يزيد الطاغية وقفة عزة وإباء، وقفت نساءُ اليمن أمام المستكبرين وقفة عزة وإباء، وكما وجّهت زينب رسالتها بكلِّ قوة وثبات في وجه الطاغية يزيد وأمام الملأ، وجهت نساءُ اليمن رسالتهن للعالم عامة ولترامب المتبجح خَاصَّة.
ومثلما تناست السيدةُ زينب جراحَها وداست على أوجاعها، لتوصلَ الحقيقة للناس وتكشف زيفَ المدعين المتلبسين بدين الله، فعلت نساءُ اليمن كذلك وفضحن زيفَ الأعراب والمنافقين الذين باعوا القضيةَ والمقدسات، ووقفوا مع المستكبرين وهم يتلبسون بدين الله.
تلك المشاهد التي رأيتها في المسيرة التي شهدتها العاصمة صنعاء، يومَ السبت، لنساء اليمن الحرائر وهن يهتفن ببُطلان تلك الصفقة وباستعدادهن لتقديم كُـلِّ ما يستطعن تقديمه للدفاع عن دين الله وعن مقدساتهن، وعلى رأسها المسجد الأقصى الشريف، كانت مشاهد عظيمة ذكرتني بصمودِ وقوة ووعي السيدة زينب -عليها السَّلام-، التي كانت رمزا وقدوة في الصبر والتضحية لنا كنساء مسلمات.
رأيت فيهن تلك النظرة الواثقة بالله وبنصره، التي نظرتها زينب العقيلة ليزيد الباغي، رأيت المئات من زينب بتلك الهيبة والوقار والحشمة التي كانت عليها العقيلة -عليها السَّلام-.
رأيت تلك الأكف ترفع لتكبير لله الأكبر، الذي لا أكبريةَ ولا سلطانَ إلّا له عزَّ وجلَّ، رأيت فيهن الوعي العالي الذي جعل يزيد ومن حالفه يرتعدون خوفا ويشتاطون غضبا من زينب، ويحسبون لوقفتها ونظرتها وخطبتها تلك ألف حساب.
وها هن الآن زينبيات العصر في يمن المقاومة، يقلنها بقوة الله الجبار لترامب في بيته الأسود: (فما رأيك إلّا فند، وأيامك إلّا عدد، وما جمعك إلّا بدد، يوم ينادي المنادي، إلّا لعنةُ الله على الظالمين).
فسلامُ الله عليهن من زينبيات قهرن كُـلَّ الطغاة المستكبرين، بتحَرّكهن الدؤوب ومسارعتهن المتواصلة.