تلك إذاً صفقةٌ خاسرة
جبران سهيل
ترامب عربيد القرن صاحب ما تُسمّى بصفقة القرن الخاسرة، التي في مجملها تسليم القدس بكلِّ بساطة واستهتار للكيان الإسرائيلي الغاصب، يتحدّث عن صفقة القرن وإلى جواره نتنياهو ومنافسه في الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة وعدد من سفراء الدول الخليجية، الذين يسابقون الزمنَ لبيع آخر ذرة من كرامتهم ليس إلّا.
أما القدسُ فهي ملك للشعوب العربية والإسلامية وعاصمة أبدية لفلسطين، رغم أنوف الأمريكيين والإسرائيليين، ورغم أنف كُـلّ نظام عربي أَو خليجي دعم ترامب في مغامرته هذه، التي أعلن من خلالها أن القدسَ عاصمةٌ موحدة غير قابلة للتجزئة للكيان الإسرائيلي المحتلّ، وكذلك الجولان التي أعلن أنها لإسرائيل ومناطق غور الأردن، وكأن هذه الأراضي المغتصبة ملكٌ لأبيه وجدِّه يهبها للمحتلّ الغاصب.
سيذكر التاريخ أن أنظمة عربية وأُخرى خليجية ومنها السعودية والإمارات والبحرين وعمان ومصر والمغرب، كانت جزءا من المؤامرة الحقيرة التي تهدفُ لتصفية وقتل القضية الفلسطينية وإنهاء شيء اسمه مقاومة المحتلّ وحق العودة المنتظر، وسيذكر التاريخ في مقابل ذلك أن أنظمة إسلامية وعربية وخصوصاً محور المقاومة الممتد من فلسطين إلى إيران والعراق ولبنان وسوريا واليمن، كانوا وسيظلون يقفون بوضوح ضد المؤامرة التي أعلنها العدوُّ الأمريكي والإسرائيلي ومن حوله أنظمة خليجية لا تقترن أسماؤها وأسماء حكامها إلّا بالعار والذل والخيانة، وبشرفاء وأحرار الأُمَّة ورجال فلسطين الأبطال لن يُكتبَ لهذه الصفقة الفاشلة النجاحُ، وستبقّى مجرّد كلام تلفظ به رجل عربيد ومقامر يُدعى ترامب.
ما يشعرك بالأسى وسيدونه التاريخ مرغما، أن هناك ممن ينتمون إلى العرب ولو شكليا كالإمارات والبحرين وعمان ونظام آل سلول ومن يدور في فلكهم ويقف في صفهم، هم الممولون لهذه الصفقة الملعونة وهم المبتهجون مع نتنياهو ويهوده اللفيفة، على حساب عروبتهم ودينهم وأشقائهم وديارهم وأراضيهم؛ ولهذا كان يجب أن تتضح أكثر حقيقةُ كُـلّ من يخون أمرَ الأُمَّة، أمام شعوبهم وأمام أحرار الأُمَّة الذين يدافعون عن كرامتها ومبادئها وعن دينهم وقضاياهم العادلة، أما نورُ الله فلن ينطفئ ولو كره ترامب وأذنابه، وسيأخذ محور المقاومة زخما أكبر ويبقى الجهادُ سمة حية في دماء وأفئدة الشعوب الإسلامية، خَاصَّة مع هذا الإعلان التآمري الدنيء، حتى يعلم الجميعُ أن كرامةَ هذه الأمة ومقدساتها لا تُباع ولا تُشترى؛ لذا ندعو كُـلَّ الشعوب ومنها شعبنا اليمني العزيز للخروج بقوة لرفض هذه الصفقة الخاسرة.
كما أنه أَيْـضاً نرسل رسالةً للشعوب الخليجية في نجد والحجاز وأرض الحرمين ومصر والأردن، للخروج على هؤلاء الأمراء الخونة الذين لطالما ويتعمد ترامب على إهانتهم وإذلالهم مرات عدة، بل يشعر وكأن كُـلَّ الأمة العربية والإسلامية، ومنها شعوب هؤلاء الخونة، من أمثال هؤلاء الملوك والأمراء العملاء، ولكن ندرك أنهم لا يمثلون شعوبهم مطلقا، ففي السعودية أحرار وفي الخليج رجال وأبطال ومن الشعوب العربية ستُشعل ثورةُ غضب تجرف عروش وكراسي أنظمة العمالة وَالاستبداد، وتنتصر لفلسطين ومقدسات الأُمَّة، وتطرد الأمريكيين من المنطقة إلى غير رجعة.