نهم أصداء وأبعاد
عبدالله هاشم السياني
“هو الله” كما يقول المجاهدون والمؤمنون عندما يتحدّثون عن الانتصارات التي يحقّقها اللهُ على أيديهم، ولعلَّ الكثيرَ شاهد المجاهدين في عملية البنيان المرصوص، وهم يناجون وينادون ربَّهم، وهم يشاهدون تأييده وعونَه وتسديدَه، فيقولون من أعماقِ قلوبهم: “يا ربي.. يا ربي لك الحمد ولك الشكر”، بأصوات عالية يملؤها الإيمانُ واليقين والشكر والحمد والثناء.
فمعركة يعتمد فيها المجاهدون على ربِّهم، ويذكرونه مع كُـلِّ حركة وسكنة في خطواتهم، وحقّقت هذا الانتصارَ الكبيرَ الذي عجز الجميع استيعابه، كيف ستكون ارتداداتها وآثارها ونتائجها على المؤمنين وعلى جبهات المواجهة وعلى أعداء الله؟!.
لقد تابعنا وشاهدنا فصولَ معركة البنيان وتفاصيلها التي بثَّها الإعلامُ الحربيُّ، وسمعنا ردودَ فعل حزب الإصلاح الإخواني في مأرب، وحالة الخوف والهرج الذي أصابهم، حتى قال أحدهم في إحدى القنوات: لو استغل الحوثيون الارتباكَ الذي حدث داخل صفوف الجيش الوطني، لوصلوا إلى مأرب ودخلوها بسلام.
أما أن يتابع الإنسان الإعلام الخارجي وردود الأفعال التي انتابت تحالفَ العدوان ومرتزِقته ودول الإقليم وإدارة ترامب والاتّحاد الأوروبي، فسيُصاب الإنسانُ بالدهشة والحيرة عن الأسباب التي جعلت كُـلَّ هذه الدولة تعبّر عن مخاوفها من معركة داخلية في اليمن، تم فيها سقوطُ جبهة واحدة من عشرات الجبهات، وما العلاقة التي تربط بين سقوطها وبين مخاوف تلك الدول؟!، وما المصالح التي ستفقدها هذه الدول من سقوط هذه الجبهة ولدينا أربعون جبهة مشتعلة وهم يحكمون الحصارَ على اليمن؟!.
وعلى أبواب العام السادس من العدوان الذي لم يوفر وسيلة متوحشة إلّا واستخدمها، وما ترك من سلاح فتاك إلّا وجرّبه، وما حرمة للإنسان اليمني إلّا وانتهكها، ربما الأيّام القادمة ستكشف عظمةَ وأبعاد هذه المعركة، عندما يتم الكشف عن أسرارها التي تم توثيقها بما يزيد عن أربعمِئة ساعة، وعندها سوف نستوعب ردودَ الأفعال الكبيرة ونفهم مغزاها، وعندها سنقولُ كما يقول المجاهدون: يا ربي يا ربي.. لك الحمد والشكر.