انكسارات متوالية وَهزائم متتالية لقوى العدوان
روان عبدالله
تأملنا في معظمِ المعارك وأغلب الحروب التي دارت بين المسلمين والكفار، ورأينا أن الكفارَ غالبا ما كانوا هم الأكثر عدداً، والأقوى عدة، والأكثر جمعاً، إلّا أن النصر غالباً ما يكون حليف المسلمين.
وها نحنُ في عصر القوة التكنولوجية الهائلة التي يمتلكها أعداءُ الإنسانية، والأسلحة المتطورة التي يحوزونها، إلّا أننا رأيناهم يقفون عاجزين مكتوفين أمام فئة قليلة من رجال الله، الذين لا يمتلكون عشر معشار ما يملكونه من القوة، ولم يستطيعوا حسمَ المعركة ضدهم.
في نهم ومأرب والجوف قد رأينا جبنَ الأعداء، ودناءة مواقفهم، وخسة أنفسهم الجبانة، الموروث عن الكفر المتجذّر في قلوبهم؛ نتيجة توليهم لأبناء القردة والخنازير، وهذا هو السببُ الأعظم -بعد خذلان الله لهم- في سرِّ هذه الانتكاسات المتوالية، والهزائم المتتالية، التي تلحقهم وتصيبهم دائماً وأبداً في أرض اليمن على أيدي رجال الجيش واللجان الشعبيّة الأبطال.
فعمليةُ البنيان المرصوص، ونصر من الله، وإن عدتم عدنا، انتصارات وفتوحات كفتوح الأنبياء، وما لها سوى الشكر بالأفعال أثمان، لو أن هذه الانتصارات في عهد النبي، لتنزلت فيهن آيات وقرآن.
فهذه الانتصارات ناتجة عن تربية الله لنفوس مجاهدينا على الشجاعة والبسالة والإقدام، فامتثلوا لأمره حينما نهاهم عن التقهقر أمام العدوّ أَو التولي عنه، فلم يتوانوا لحظةً واحدة في الدفاع عن الأرض والعرض، بكلِّ ما يملكون من إمْكَانيات وطاقات، وساهموا في ذلك بأموالهم وأنفسهم وأوقاتهم، فنصرهم على أعدائه بأيديهم الطاهرة، وأرواحهم الزكية، ونفوسهم الطيبة.
ففي نهم قد وقفت أمريكا وَأذيالُها من العربان المتصهينين ذليلةً، حقيرةً، كسيرةً، ضعيفةً، أمام عدد بسيط من المجاهدين وفي غضون أيام قليلة لا تتساوى مع تلك الأيام التي ضجّوا بها باستعدادهم لدخول صنعاء المحرمة عليهم، ففرّوا من نهم يجرون أذيالَ الهزيمة والفشل الذريع، وعزموا على الرحيل مهزومين مدحورين بقوة الله.