ولله جنودٌ بُنيانهم مرصوص
زينب إبراهيم الديلمي
بينما يضعُ التاريخ أساطيرَ النصر في أحشاء كُتُبه، اتسعت مساحة أوراقه المزدوجة عن نصرٍ إلهيٍّ مَرتقب وعظيم، لحدٍّ لا نستطيع به إحصاءَه، لتزاحم الانتصارات التّالية التي تُبشّرنا بأكبر نصرٍ سيعُمُّ اليمنَ بأكملها.
كادت مخالبُ الارتزاق أن تضع توقيتَ الشر في الزّحف على العاصمة صنعاء، من متارس أوكارها الأهمّ في خارطتها «نهم، مأرب، الجوف»، لعلّها تبتكر نصرا زائفا وهزيمة يقينية، أولئك المرتزِقة المُهانون عبر الأزمان، تمظهروا بالآليات والألويات والتكتيكات الحديثة، ولا زالوا يمكثون في جاهليتهم الأولى أن النّصرَ حليفهم، مُتيقّنين أنّ شيطانهم العجوز يدعمهم بالمال والعتيد!!.
خمسة أعوامٍ في خمسةِ أيّام.. انزلقت كُـلُّ تلك الألوية والآليات مع مرتزِقتهم في قوقعة الهزيمة المُخزية، حيثُ يرقبهم رجالٌ بُنيانُهم مرصوص ولاقوهم في ضِفة جهنّمهم، ذلك الكمين العميق المُقدّر حجمُه بــ 2500 كم2، أتخم أرضه المُفخخ بعبوّات الحتوف التي تلاشت لظاها في جُثث المرتزِقة وأموالهم، وتحوّلت إلى رسوبيّات هامدة انغمست في هاوية الموت.
خمسة أعوامٍ في خمسة أيّام.. دنت عناقيدُ النّصر، وأُزلفت الطمأنينة والسّكون في جأش جنود الله الذين وصفهم اللهُ سبحانه في مجيد كتابه: «كالبُنيان المرصوص» فهم رجال: «أولو قوّة وأولو بأسٍ شديد»، أولئك من كَبَحوا زحوفات الطواغيت، وأجبروهم للرجوع إلى الوراء، ليخوضوا قُدماً بانتصاراتٍ تُشفي غليل صدورنا، وتختلج في كياننا عنفوان الثقة بوعد الله وتتدفّق عبر أزقة شراييننا.
فلله جزيلُ الحمد والشكر والثّناء لنصره الكبير ولمعيّته لجنودِه في الأرضِ، سُبحان ربنا إنَّ وعدَه كان مفعولاً.