نجاحاتٌ عسكرية نحو النصر النهائي
الفضل يـحيى العليي
العمليةُ العسكريةُ التي تم تتويجُها باسم (البنيان المرصوص)، والتي تدلُّ على تلاحمِ الجيش واللجان في جبهة نهم والجوف ومأرب، بصف واحد تخطيطاً وتنفيذاً، وهدف واحد لصد قوات تحالفِ العدوان ومرتزِقته عن مديرية نهم بالكامل، بخطة عسكرية مذهبة، حقّقت النجاح المنشود في مساحة كبيرة قوامها 1800 كم2، تخللها الكثيرُ من التكتيك والجهد والبسالة والتضحية اللاحدود لها، من صد زحوفات إلى مواجهات مستميتة إلى كسر التفافات إلى حصار إلى فتح مسارات لهروب قوات المرتزِقة من أرض المعركة والتي كانت بأعدادٍ كبيرة، مما أَدَّى في النهايةِ إلى هروبِ ومصرع واستسلام وجرح الكثير من قوات العدوّ، وتَرْكُهم لكميات كبيرة من العتاد العسكري أذهلت أبطالَ الجيش واللجان الشعبيّة وأفرحتهم في آن واحد..
هذه الكمياتُ الكبيرةُ من الأسلحة المختلفة كانت لدى قوات تحالف العدوان ومرتزِقتهم، وهذه التجهيزات وينهارون ويفرون أمامَ مجاهدي أبطال الجيش واللجان الشعبيّة خلال ستة أيام، كما قال قائدُ المنطقة العسكرية المركزية، اللواء عبدالخالق بدر الدين الحوثي: تمكّن الأبطالُ من دحر قوات العدوّ ومرتزقتهم في وقت قياسي لا يحسب في تاريخ الحروب، إننا نقاتلُ عن عقيدة صادقة، ودفاعاً عن بلادنا ضد قوات العدوان السعودي والإماراتي، وهم يقاتلون؛ لأجل مصالحِهم وشتان ما بين الهدفين..
وبذلك تكون عمليةُ البنيان المرصوص توجت بقطعِ الطريق نهائياً إلى صنعاء، التي كانوا يتمنون الوصولَ إليها خلال خمس سنوات، ولم يعد الطريق معبّداً للوصول إلى العاصمة صنعاء، ولم تعد نهم (شرق) مسرح عمليات عسكرية تشعلها القواتُ الموالية لتحالف العدوان، وعلى رأسها ميليشيات «الإصلاح»، بين فترة وأُخرى للضغط على صنعاء، فالطريقُ إلى العاصمة اليمنية صنعاء أصبح اليومَ مغلقاً بالكامل، وأصبحت مديريةُ نهم تحت سيطرة أبطال الجيش واللجان الشعبيّة، حتى مشارف مركزَي مأرب والجوف، رغم الفارق الكبير في التسليح، وأصبحت صنعاء قولاً وفعلاً بعيدةً، ومأرب والجوف أقرب..
وكان أبطالُ الإعلام الحربي بالمرصاد، حيث وثّقوا مراحلَ عملية البنيان المرصوص بعد أيّام على الإعلان عن التقدّم مسافة 2500 كم2 حول «مثلّث النصر» كما بات يُعرف، والمقصودُ به المحاور الممتدّة من البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء، إلى البوابة الغربية لمدينة مأرب، فالبوابة الشرقية لمركز محافظة الجوف، وللعلم أن قواتِ الجيش واللجان متواجدةٌ في العديد من مديريات الجوف كخب والشعف والغيل وغيرها، وقريباً يتم تطهيرُ مركز محافظة الجوف، إلّا وهي مديرية الحزم بعون الله عزَّ وجلَّ وتوفيقه.
ولمن لا يعلم نقول إنه في منتصفِ شهر يناير، زحفت قوةٌ كبيرةٌ على نهم قوامها الآتي: «اللواء 125»، «اللواء 172»، «اللواء 133»، «اللواء 29 ميكا»، «لواء الحسم»، «اللواء الأول مشاة»، و«اللواء 81» وألوية أُخرى، و20 كتيبة منها «كتيبة المجد» و«كتائب المهام» و«كتائب الشدادي»، وهي تتبع حزبَ «التجمّع اليمني للإصلاح»، تصدّت لها ببسالة قواتُ الجيش واللجان حتى دحرتها وتمكّنت من التحوّل من وضع الدفاع إلى وضعِ الهجوم بعمليات احترافية نادرة من أربعة مسارات، استطاعت خلالها ضربَ الخطوط الأمامية للعدو، وتقدّمت في المناطق الجبلية لتحسم المعركةَ وتسيطر على جبهةِ نهم بالكامل، مما يثبت أننا أصبحنا في وضعٍ عسكريٍّ ميدانيٍّ متطور؛ نتيجةَ عمليات التدريب والتأهيل التي يتلقاها أبطالُنا بشكلٍ مستمرٍّ، وبفضل العزيمة والإصرار والرغبة الكبيرة بالشهادة والقتال بشراسة وشجاعة وعقيدة عالية الإيْمَان بنصر الله.
ومن بعضِ الإحصائيات، تبيّن أن عددَ القتلى والمصابين أكثرُ من 3500، بينهم 1000 قتيل وعدد كبير من الأسرى من قوات مرتزِقة العدوان، بفضل الله ثم بفضل الأبطال المغاوير والمجاهدين الشجعان، الذين أذهلوا العالمَ وزرعوا الرعبَ بين مجاميع المرتزِقة، وأصبحوا يتلاومون وسمّوا هزيمتهم في نهم (بنكسة نهم)، فهم لا يجيدون سوى الكذب والاستعراض في الإعلام بقواتهم ونشر الشائعات الكاذبة، والجيش واللجان يجيدون العملَ بتفوق نوعي نادر في الميدان، نتج عنه أسلحة غنمها الجيشُ تكفي لحربهم ودحرهم من الأرض اليمنية بإذن الله، نصر وهبة من الله نشكر اللهَ تعالى عليها في تلك الجغرافيا الوعرة في نهم، ولتصبح المعادلةُ وقوفَ الجيش و«اللجان الشعبيّة» متأهبين على أبوابِ مدينة مأرب، العاصمة العسكرية لتحالف العدوان ومرتزِقتهم المهزومين.
ولو عدنا لمعرفةِ التكتيكات العسكرية الناجحة والمستخدم فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، في تغيير المشهد العسكري وحسم المعركة بأقلّ تكلفة، تمكّنت قواتُ الجيش و«اللجان» في منطقة فرضة نهم، من محاصرةِ معسكر الفرضة الذي يعتبر من أهمِّ المعسكرات في نهم، حيث تم السيطرةُ عليه وبعد ذلك التقدّم نحو نقيل الفرضة، وفيه سيطرت على معسكر مستحدث كان يحوي عدداً كبيراً من العتاد والسلاح الثقيل والمتوسط، كما واصلت التقدّمَ نحو مفرق الجوف لتطهيره والسيطرة عليه ومن المفرق الذي يؤدي إلى مسارين، الأول نحو مديرية مجزر في مأرب، والثاني نحو مديرية الحزم، والتقدّم نحو مديرية مدغل التي تُعدّ ثالثَ مديرية من مديريات محافظة مأرب، وتقعُ على مقربة من مدينة مأرب، وسيستمر التقدّمُ ولن نقف إلّا منتظرين ومحرّرين محافظةَ مأرب والجوف، بعون الله تعالى وبعزيمة أبطال الجيش واللجان الشعبيّة والقادة الدين يقفون من خلفهم..
وكما قال دولة الأُستاذ الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، لصوت الحَــقّ قناة المسيرة: عمليةُ البيان المرصوص وقبلها عمليةُ نصر من الله، تعكسان البناءَ الضخمَ الذي يشيده اليمنيون في وجه القوى المعتدية على اليمن والمتربصة به، وأضاف: أن ما حقّقته عمليةُ البنيان المرصوص عمل أشبه بمعجزة يتكئ على انتصارات اليمن في الجبهة الشمالية مع قوى العدوان.
وأكّـد أن عمليةَ البنيان المرصوص لا تلغي الدعوةَ المفتوحةَ للمصالحة الوطنية، التي جرى تأكيدُها بتشكيل المجلس السياسي الأعلى للجنة المصالحة الوطنية الشاملة والحل السياسي.
ونقول إن القوةَ العسكرية هي التي تجبر العدوَّ على الجنوحِ للحل السياسي.
ونقول لشهدائنا وعظمائنا: في كُـلِّ انتصار رجال مؤمنون، صبروا وصابروا ورابطوا، وحملوا أرواحَهم على سيوفهم، هجروا ديارَهم وفارقوا أغلى الناس لديهم، دفاعاً عنا جميعاً، ومع كُـلّ نصر يرفع هاماتنا عالياً، ثمة أجساد طاهرة منهم تخر لله في سجود أبدي، يجسد أسمى معاني الإخلاص والإيْمَان والفداء.
ومن نصرٍ إلى نصر بإذن الله تعالى.