شتانَ ما بين يومهم وما بين يومنا
أمل المطهر
كما بين الصحارى والبحار وكما تبعد السماءُ عن الأرض، وكما اختلاف الجنة عن الجحيم وكما هو الفرق بين النور والظلام، هكذا هو الفرق بين يومهم العالمي للمرأة ويومنا، فيومهم هو يوم زيف ونفاق يوم خداع وتضليل للمرأة.
أما يومنا فيوم تكريم وامتنان، يوم نور وهداية، يوم رحمة واعتزاز، يومهم يوم يسحبون فيه المزيدَ من النساء إلى قاع الخسران والضياع، ويزيدون من شقاء النساء بأكاذيبهم وشعاراتهم التي لا يطبقون منها شيئا سوى أنهم يملئون بها رؤوسَ النساء المغفلات في هذا العالم.
يومنا يوم نستمدُّ منه العون في طريقنا كنساء مسلمات، ونفخر فيه بعظيمات كن لنا القدوة والأسوة التي رفعتنا مكانا عليا بين كُـلِّ نساء الدنيا، يومهم لا تجني فيه النساءُ سوى الكثير من الكلام والقليل من العمل، والمزيد من التدمير لذاتهن ونفوسهن ومجتمعاتهن، يومنا هو محطة من محطات حياتنا نقف فيها عند الزهراء البتول، لننهلَ من معينها الصافي الزلال ونرتشف من عظمتها وحكمتها ما نتزود به لبقية مسيرتنا.
فشتان ما بين يوم تقره أمم عرفت بانتهاك الحقوق وسلب الحريات وتزوير الثقافات، أمم اشتهرت بتحقير النساء وظلمهن واعتبارهن عالةً على مجتمعاتهم وواقعهم يحكي ذلك بوضوح، وبين يوم تفتخر النساءُ المسلماتُ بانتمائهن له، يوم تكرم فيه النساء ويعظم قدرهن بين الأنام.
ومن خلال هدى الله، التمسن أنهن مصانات وكريمات، من خلال دين الله عرفن أنهن أفضلُ نساء الأرض، فهن واعيات راقيات برقي هذا الدين العظيم، وهن عزيزات كريمات من عزة هذا الدين وأعلامه الأباة الميامين.