إن اللهَ لا يهدي كيد الخائنين
أحمد محمد الدفعي
مهما تعاظم مكرُ العدوِّ وكبر كيدُه، فإن اللهَ به محيط، وهذا ما تجلّى منذُ بداية العدوان على الشعب اليمني، من فشلٍ لكلِّ مخطّطات ومؤامرات العدوّ الأمريكي السعودي، الذي حاول من خلالها زعزعةَ الأمن في المحافظات الحرة، وإغراقها بالفوضى لتحقيق ما فشل عنه بالجبهات، وذلك عبر أيادي حثالة من عديمي الشرف، والأخلاق، العملاء القدامى الجُدُد، الذي قام العدوُّ بانتشالهم من براميلِ القمامة بعد ركودِهم فيها، بغرض إعادتها إلى أوساط المجتمع اليمني الحر والمجابه لـ 17 دولةً من أغنى وأقوى دول العالم، بكلِّ عنفوان لمدة خمسة أعوام، ويشرفُ على دخوله العام السادس، وبث روائحها الكريهة والنتنة فيه لتزكم أنوفُ الشعب اليمني الشم الأبية، وتؤذيه بروائحها التآمرية الحاقدة، لثنيَه عن قضيته الرئيسية، ولم يعرف العدوُّ “وقمامته” القبيحة، أن الشعبَ اليمني أصبح اليومَ كالبحر لا يقبل الميتة، ولا المتردية، والنطيحة، وصار اليمنُ الحرُّ طاهراً من النجاسة، إلّا القليل من النجاسة التي قريباً ستُزال بعونِ الله.
وبفعل الاتّكال على اللهِ، وَالنظرة القرآنية للأحداث، صارت مؤامراتُ العدوّ تتكشف أمامَ الناس جميعاً من يومٍ لآخر، ونحنُ في زمن كشف الحقائق، تلك المؤامرات المتمثلة، في نشر الدعايات والأراجيف، ونعرّج قليلاً في تفاصيلِ بعضها، مثل زرع اليأس والتخاذل في أوساط المجتمع، وبث الشكوك في نوايا حكومة الإنقاذ والمجلس السياسي الأعلى، وكل الشعب يعرف كُـلَّ من يأتي لتشويه القوى الحرة المواجهة للعدوان ويتحدّث عن السلبيات العرضية، التي تحدث من قبل بعض المحسوبين على سلطة صنعاء، وجعلها واجهةً ووسيلةً لبثِّ السموم، بين أوساط الناس العفويين، وحرف الأنظار عن الإنجازات التي تتحقّق في جميع المجالات، سواءً ما يسطره المجاهدون من إنجازات في جبهات القتال، أَو ما يتحقّق من إنجازات في مؤسّسات الدولة، مثل إنجازات وزارة الصحة، وخطط التعافي الاقتصادي، وهذا يتطلب من الجميع الصحوة لمجابهتهم، وإحالتهم للأجهزة الأمنية، وإغلاق المجال أمامهم، خَاصَّةً في هذا الوقت، ولا ننظر إلى كُـلِّ من يرجف أنه من تلقاء نفسه، بل هو عملٌ منظمٌ من دول العدوان، وهذا ما كشفته وزارةُ الداخلية، خلال عملية “فأحبط أعمالهم”.
أما مساعي العدوّ لإحداث اختراقات أمنية في المحافظات الحرة خصوصاً العاصمة صنعاء، فإنها بفضل الله وقوته، أصبحت تحت مجهر رجال الأمن وأجهزة الاستخبارات اليمنية، التي تحقّق إنجازات في كشف غطاء العدوّ ومكره، سواءً في الجانب العسكري في الجبهات، من خلال رصد تحَرّكات العدوّ، ومعسكراته، أَو الجانب الأمني، هذا داخلياً.
أما سعة نطاق الاستخبارات اليمنية خارجياً فهي أصبحت على مستوى استراتيجي، ويجبُ الانتباهُ إلى ضربة مطار أبو ضبي، وضربات القواعد العسكرية داخل العمق السعودي، وما ضربة أرامكو في بقيق وخريص، التي تعتبر عصب الاقتصاد السعودي، وقبلها حقل الشيبة، منكم ببعيد، ولا نبالغ إن قلنا بأن اليمنَ أصبح بعد خمس سنوات من الحرب الكونية عليه، يمتلك أقوى استخبارات عسكرية، على مستوى المنطقة، وأصبح الرقمَ الأصعب فيها، خَاصَّة بعد تهديد السيّد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله-، بضرب الأهداف الأكثر حساسية داخل العمق الإسرائيلي، إذَا تورطت بأي اعتداء على اليمن، ولاحظنا كيف عمَّ الرعبُ الوسطَ الصهيوني؛ لما لتحذيرِ السيّد من دلالات وأبعاد استراتيجية.
نصائحُ السيّد عبدالملك الحوثي، للسعودية والإمارات في أكثر خطاباته، بوقف العدوان ورفع الحصار، ليست من باب الاستعطاف، أَو المداولة الإعلامية، وإنما من موقع القوة التي لا يتصورها أحدٌ، ويجب الالتفاتُ إليها وقراءتها جيَدًا قبل فوات الأوان.
قال اللهُ سبحانه: (وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ).