المنشوراتُ المموهة
أيمن محمد قائد
في الوقت الذي هرول فيه الكثيرُ من عَبَدَةِ الدينار والدرهم إلى عاصمة تحالف العدوان الغاشِم على اليمن لينالوا حظَّهم من بضعة ريالات؛ ثمناً لدماء اليمنيين وابتغاءً لمرضاة أسيادهم من الأعراب ومشغليهم من الأمريكان، الذين لن يهدأ لهم بالٌ حتى يخلقوا شرقاً أوسطَ جديداً يناسِبُ مشروعاتهم الاستعمارية في المنطقة، التي تكفلُ إنشاءَ الكيان الصهيوني من النيل حتى الفرات.. فبُعداً لهم.
في ذات الوقت، آثر البعضُ ممن في قلوبهم مرضُ البقاء في عاصمة الصمود صنعاءَ؛ ظناً منا حبهم لوطنهم ورفضهم لهذا العدوان، الذي أدانه كُـلُّ عاقل حر على وجه هذه المعمورة، فاستبشرت خيراً بصنعاء الصمود التي تحتضنُ في حاراتها كُـلَّ مكونات المجتمع اليمني وكل طوائفه، بمن فيهم أسر قادة في صف العدوان لم يأمنوا على أسرهم إلّا في صنعاء وسطَ أهاليهم وإخوانهم، فالكلُّ في صنعاء سواسية لا فرقَ فيها بين شمالي وجنوبي ولا بين مؤتمري وإصلاحي، ولا بين هاشمي وقحطاني دام وهو لا يشكل أي تهديد قومي يمسُّ أمنَ وسلامةَ الوطن والسكينة العامة.
ومع مرور الوقت، بدأ بعضُ أصحاب الرأي ممن يتخذُّ من صنعاء مقرًّا له، بإظهار رأيه المعارض بدعوى أنه ضد العدوان، لكنه أَيْـضاً ضد ممارسات سلطات صنعاء، وهذا من حقِّ كُـلّ مواطن أن يُبديَ رأيَه وأن ينتقد الانتقاد البنّاء، فالكمال لله وحده وليس القائمين على سلطات صنعاء من الملائكة.
إلا أنني اكتشفت خلال الفترة السابقة اعتقالَ السلطات في صنعاء لبعض كُتّاب الرأي، الأمر الذي وضع علامةَ استفهام، لماذا في هذا التوقيت تحديداً تم اعتقالُهم مع أنهم يمارسون أنشطتهم الإعلامية منذُ بداية العدوان، فهل فعلاً تحوّلت حكومةُ الإنقاذ إلى حكومة دكتاتورية؟!.
ومن خلال متابعتي في الفترة السابقة لصفحات الفيسبوك الخَاصَّة لبعض أعضاء الخلايا الذي تم القبضُ عليهم من قبل الأجهزة الأمنية، اتضح لي سببُ هجومهم غير المبرر ومنشوراتهم المستفزة رغم إقامتهم في صنعاء؛ وذلك مداراةً لمخطّطاتهم القذرة، حتى إذَا تم القبضُ عليهم ينهق أسيادُهم ويرددون أن مجرد منشورات فيسبوكية ألقت بصاحبها في غيابةِ السجن.
تحيةٌ وتعظيمُ سلام للأجهزة الأمنية الساهرة لحفظِ الأمن والسكينة العامة، والتي أحبطت أعمالهم، ولِكُــلِّ أفراد الجيش واللجان الشعبيّة الذي جسّدوا بانتصاراتهم أن اليمنَ مقبرة كُـلّ غازٍ، رغم كُـلِّ الأساليب القذرة التي لجأ إليها تحالفُ العدوان واستخدم التجويعَ والحصارَ كأداة حرب، في انتهاك واضح وصريح لقانون النزاع الدولي ومواثيق ومعاهدات الأمم المتحدة، بعد فشل التحالف عسكرياً، بل إن الكفةَ العسكرية باتت ترجح لصالح الجيش اليمني واللجان التي أثبتت للعالم أن اليمانيين أولو قوةٍ وأولو بأسٍ شديدٍ.
حفظ اللهُ اليمنَ من كيد الكائدين، وحقن اللهُ دماء اليمنيين، عاشت اليمنُ حرة أبية موحدة، ولا نامت أعينُ الجبناء.