مواجهاتٌ عنيفة بين قوات الاحتلال السعوديّ وقبائل المهرة في منفذ “شحن” الحدودي
إصابة مواطن بنيران الاحتلال والقبائل تستنفر رجالها للتصدي للاعتداءات السعوديّة:
المسيرة | خاص
تضاعفت حالة الصدام بين قوات الاحتلال السعوديّ وقبائل محافظة المهرة هذا الأسبوع، بعد قيام القوات السعوديّة بمنع دخول مجموعة كبيرة من المعدات والأدوات التي يستوردها المواطنون عبر منفذ “شحن الحدودي”، في خطوة زادت من السخط الشعبي ضد الاحتلال، وفجّرت مواجهاتٍ عنيفةً بين رجال القبائل والقوات السعوديّة التي استخدمت القرارَ غطاءً لتعزيز تواجدها في المنفذ والاعتداء على المواطنين، لتتحول المنطقة إلى ساحة معركة يبدو أنها ستستمر وستتوسع.
بدايةُ التوتر:
في التفاصيل، أفادت مصادرُ محلية بأن قوات الاحتلال السعوديّ المتمركزة في منفذ “شحن” الحدودي قرّرت مطلع هذا الأسبوع منع دخول السيارات رُباعية الدفع ومعدات الزراعة الثقيلة والكاميرات وأدوات الاتصالات، إلى المحافظة، وعدم التصريح بدخولها نهائياً، في خطوة جديدة للتضييق على المواطنين ومحاولة لتركعيهم للقبول بالاحتلال.
قبائل المهرة وحراكها الشعبي المناهض للاحتلال، اعتبروا القرار السعوديّ، انتهاكاً جديداً للسيادة اليمنية، وتصعيداً خطيراً ومباشراً ضد سكان المحافظة، متوعدين بتصعيد المقاومة الشعبيّة رداً على ذلك.
وقال مسؤول التواصل الخارجي في لجنة الاعتصامات المناهضة للاحتلال، أحمد بلحاف: إن القرار السعوديّ خلق حالةَ سخط كبيرةً لدى المواطنين “حيث أن هذه الممارسات والتصرفات تمُسُّ مصالحَهم المعيشية والوضع الاقتصادي بالمحافظة”، وأضاف في بيان له: إن “من الطبيعي أن تكون ردة فعل المواطنين في محافظة المهرة الوقوفَ أمام هذه الانتهاكات والتجاوزات من قبل قوات الاحتلال السعوديّ”.
المواجهات:
هذا التوترُ أفضى إلى مواجهات عنيفة اندلعت، أمس الاثنين، بين قوات الاحتلال وقبائل المحافظة، حيث حاول الاحتلال استغلالَ القرار لإرسال قواته جديدة تابعة له للسيطرة على المنفذ وتعزيز تواجدها هناك، في إطار سعيه المتواصل للتوسع داخل المناطق الهامة في المحافظة.
وكردٍّ على ذلك، توجّـه رجالُ قبائل المهرة إلى المنفذ لاعتراض قوات الاحتلال ومنعها من التواجد في المنطقة، فقامت قوات الاحتلال بالاعتداء عليهم، الأمر الذي دفع بالقبائل للرد بالمثل، لتندلع المواجهات التي لا زالت مستمرّة بمختلف أنواع الأسلحة حتى لحظة كتابة الخبر.
وأفادت مصادر محلية وإعلامية بأن رجال القبائل اعترضوا قوات الاحتلال السعوديّ على بُعد 40 كيلو متراً من منفذ “شحن الحدودي” وهناك حصل الاعتداء والاصطدام.
وأوضحت المصادر أن قبائل المحافظة استنفرت رجالها ومقاتليها وحشّدتهم لمواجهة اعتداءات قوات الاحتلال، وسط توقُّعات بتوسع المواجهات.
ولاحقاً، أوضحت مصادر محلية أن قوات الاحتلال السعوديّ اقتحمت مفرقَ فوجيت الفاصل بين مديريتَي حات وشحن، حيث تجمع المواطنون لاعتراضها، لكنها أطلقت النار، ما أَدَّى إلى إصابة أحدهم.
وأكّـدت المصادر أن طائرات الأباتشي السعوديّ حلّقت بشكل كثيف في سماء المنطقة، في الوقت الذي بدأت القبائلُ بالتحَرّك والحشد؛ لمواجهة قوات الاحتلال وطردها من المفرق.
وليست هذه المرة الأولى التي تندلع فيها مواجهاتٌ بين قوات ومليشيات الاحتلال السعوديّ، وقبائل المهرة، إذ سبق أن تكرّر ذلك عدة مرات، وفي جميعها كانت تتكبّد قوات الاحتلال ومليشياتها خسائرَ كبيرةً، وتضطرُّ للانسحاب؛ لكي لا يتصاعدَ غضبُ المواطنين.