فَأحبطَ أعمالهم واللهُ مِن ورائهِم مُحيط
مطهر يـحيى شرف الدين
بعد انكشاف أهداف العدوّ للقاصي والداني ومعرفة غاياته الخبيثة والتي تنالُ من وحدة الصف الوطني وتنال من سيادة وكرامة اليمن، ظهرت إلى العلن شبكاتٌ وخلايا محلية تديرها لقاءات ومؤامرات خارجية عدوانية ظلت لأكثرَ من خمس سنوات وهي من سنةٍ لأُخرى تتمادى عدوانها وتفجُرُ في خصومتها إلى حد براءتها من أية قيمة للإنسانية أَو ذرةٍ من قيم أَو اعتبار للجوار أَو للدين.
تلك الخلايا التي عرض الإعلام الوطني المرئي مشاهدَ وتفاصيل أنشطتها وأهدافها التخريبية لم تدرك بعد كُـلّ الهزائم المعنوية والنفسية لدول العدوان ودلالة ذلك على هشاشة دوافع دول العدوان وضعف، بل انعدام حجتها في قيامها بالاعتداء والانتهاك ظلماً وجوراً على شعبٍ عزيز كريم لم يعتدِ على أية دولة جارة أَو شقيقة ولم يؤذِ أَو يمس بسوء أي نظامٍ عربي سوى أنه ثار على الفساد وأبى الخنوع والخضوع للوصاية الخارجية المفروضة على بلده ووطنه.
بعد الحقد الدفين الذي يُكِنُّه العدوانُ على اليمن أرضاً وشعباً مترجماً حقده وغيظه إلى أفعال إجرامية وممارسات قذرة وسلوكيات وقحة استهدف بها اليمنيين قتلاً وحصاراً وتجويعاً وإمعاناً في تعظيم معاناة كُـلّ فئات الشعب اليمني ولم يستثنِ أحداً، بل استهدف الأرض اليمنية شمالها وجنوبها، شرقها وغربها وديارها ومجتمعها بالدمار والهلاك والحصار، بعد كُـلّ ذلك تظهر إلى العلن مخطّطات تخريبية يرعاها من أعمى الله أبصارهم أرادوا لأنفسهم ذلك فهم لا يعقلون ولا يُبصرون ولم يدركوا بعد عدالة القضية التي يقاتل من أجلها أبناء الشعب اليمني وقد بذلوا أرواحَهم وأعضاءَهم في سبيل الله ذوداً عن الأرض والعرض ودفاعاً عن سيادة الأرض اليمنية وقرارها الوطني.
أتحدث وكلي يقين بأن أربابَ الأنظمة الغربية وبالذات قيادات دول العدوان أدركت وفهمت الصمود والثبات اليماني الذي أذهل العالم طيلة خمس سنوات وأن مواجهتهم لأبناء اليمن منذ السنة الأولى للعدوان كانت عبثية وظالمة ولا تمت بصلة إلى أي دافع حقيقي يبرّر الانتهاكات الصارخة والجرائم المروعة والمجازر الوحشية بحق الشعب اليمني وأرضه وسيادته وكرامته.
إن دول العالم العظمى والمنظمات الدولية والإقليمية تدرك ذلك فإن الدول العربية هي الأُخرى قد أدركت ذلك أكثر إلا أن ثمة مصالحَ سياسيةً واقتصادية واستراتيجية للدول العظمى الاستكبارية تساهم بشكلٍ كبير في استمرار العدوان ليس على اليمن فحسب بل على سوريا والعراق ومن ذلك أَيْـضاً اختلاق الأزمات وإشعال الفتن وتعزيز الصراع المناطقي والطائفي في الدول العربية التي تنشُدُ الحرية والكرامة والسيادة والاستقلال ليتسنى للدول الطامعة ترسيخُ وجودها وحضورها بمزاعم محاربة التطرف والإرهاب والمساهمة في إقامة أنظمة الحكم الرشيد في الدول العربية.
بعد كُـلّ ذلك وللأسف الشديد وما زال هناك في بلد الإيْمَان والحكمة البلد الذي يُعتدى عليه بالقتل والخنق والحصار والجوع ما زال هناك من يواصل ارتهانَه للخارج ويستمر في خيانته لدينه ووطنه وعمالته وارتزاقه بعَرَضٍ من الدنيا قليل، في مقابل تنازلهم وتخليهم عن وطنهم وهُــوِيَّتهم وشعبهم، والطامة الكبرى أنهم يمارسون العمالة والخيانة وهم يدركون أنهم ليسوا إلا أداة رخيصة بيد دول العدوان وسيتم التخلي عنهم ليتم استبدالهم بعملاء آخرين حين يتم الاستفادة منهم ومن ثم الاستغناء عنهم.
بعد أن عرضت معظم لفضائيات ووسائل الإعلام الجماهيرية ما تقوم به الإمارات من ممارسات التعذيب والانتهاكات بحق أبناء الجنوب في سجونها السرية بمحافظة عدن تسارع هذه الخلايا التخريبية بتمكين أعضائها لتنفيذ أنشطة تحط من كرامة اليمني وتمس سيادة الدولة اليمنية لتزعزع الأمن والاستقرار خدمةً وعوناً لدول العدوان وتمكينها للاستيلاء والسيطرة على خيرات ومقدرات الأرض اليمنية والنيل من كرامة أبنائها.
بعد كُـلّ ذلك تقوم عناصر الخلايا التخريبية بمحاولات اختراق الجبهة الداخلية ومؤسّسات الدولة السيادية والقيام بأعمال تخريبية منها الرفع بإحداثيات المقرات والنقاط الأمنية ورصد يومي للأحداث على مستوى مديريات المحافظات وتوظيفها في افساد العلاقات الاجتماعية لإثارة الفتن واختراق كافة المؤسّسات الأمنية والعسكرية وزرع حالة السخط لدى المعلمين والطلاب للدفع بهم للاشتراك في مخطّط الفوضى الشاملة.
العملية الأمنية “فأحبط أعمالهم” التي نفذتها وزارة الداخلية في مواجهة مخطّطات تلك الخلايا كانت بمثابة ضربة قاصمة أحبطت مهامها وأوقفتها عند حدها وقامت بجهد عظيم في كشف الأنشطة التخريبية ومن يقوم بها.
كُـلّ التقدير والعِرفان للقيادات الأمنية والعسكرية اليقظة ولأفرادها المخلصين الأوفياء لجهودهم ومهامهم المبذولة.
قال تعالى: “بل الذين كفروا في تكذيب والله مِن ورائهم محيط”.