تماسيحُ الأمم
هاني حلبوب
كثيراً ما يتبادر إلى الأذهان خصوصاً من البسطاء والعامة، أنَّ ما يأتي لهم من مساعدات ومعونات والتي تتولاها المنظمات الدولية، أنه شيءٌ كثيرٌ وفيه الشكر والامتنان..
وهذا بطبيعة الحال سوف يفكر به أيُّ إنسان عادي وبهذا الشكل؛ لأَنَّنا وأغلبنا لا نعلم ما يدور في أروقة الأمم ومنافسها وشركائها من منظمات وغيره، وكيف أن هنالك مبالغَ خيالية وأرقاما هائلة تجمع؛ مِن أجلِ تقديم الفتات للمحتاجين والضعفاء وأخذ النسبة الأكبر لتماسيحهم..
وكيف لا يكون ذَلك ونحنُ نسمع دوماً عن تباكيهم المزيف والتي لها ارتباط بدموع التماسيح، وكيف أنهم يجمعون المالَ الكثير، وما يأخذونه بنسبة تصلُ إلى 75%.
ومن يتسولون بعذرهم ويأخذون تلك الأموالَ يعطونهم الشيء القليل، وفي شيء آخر، يتعمدون طرح ووضع المشاريع والخطط والتي لا تتناسب إطلاقاً مع احتياجات المستهدفين..
وحين تصلُ أحياناً مشاريعهم إلى أن يرسل رسالة توعوية عبر الجوالات، وتصل ميزانيتها إلى أربعة ملايين دولار، كم علمت ذَلك من مصادره،
فلماذا هذا العبث يا أمم؟!
ونجد أنهم عندما تحاول الجهات ذات العلاقة مثل المجلس الأعلى، لإدارَة وتنسيق الشئون الإنسانية والتعاون الدولي، أن يرتب وينظم وينسق ويسهل كُـلَّ ما يخص هذه الأعمال الإنسانية والمنظمات وغيرها، كيف أنهم لا يرغبون بذَلك وبعدها يوجدون الذرائع والحجج الباطلة؛ كي لا يقف المجلسُ عائقاً أمام مشاريعهم وأحلامهم العملاقة التي يبنونها على عاتق الشعوب المستضعفة والبسيطة..
وكيف أن تماسيحَ الأمم لا يكلون ولا يملون؛ مِن أجلِ استثمار كُـلِّ ما يزيد في أرباحهم الدنيوية الدنيئة..
وأيضاً لا ننسى من كان يسهّل ويساعد من بعض الجهات هنا، والتي معظمها منضمات غير حكومية وأهلية في تمرير وإنجاح فسادهم، ونهبهم لأحلام البسطاء ومعاناتهم..
لَكنا نستشعر أن هناك شعباً يصمد سواءً بمساعداتكم أَو بدونها، ويرسم لوحة عز وكرامة وإباء..
وأنتم أيها التماسيح مهما أفسدتم فستظلون في مستنقعات هي الأجدر بكم، وبإنسانيتكم الزائفة..
وكما أيضاً وبشكل واقعي ومعاش، أثمّن دورَ المجلس الأعلى لإدارَة وتنسيق الشئون الإنسانية والتعاون الدولي؛ لما يبذله من جهود في تنظيم وترتيب وايجاد المشاريع التي تناسب المستهدفين بشكل مدروس وواقعي، وإيصال كُـلّ ما يخص المستهدفين إليهم بشكل واضح دون إنقاص، رغم المعوقات والصعوبات، التي تواجه من هؤلاء التماسيح، وأيضاً من بعض أصحاب النفوس الضعيفة والمتهاونة في الداخل هنا، كمنظمات وغيرها..
الموضوع هذا كبير وله أوجه متعددة وكثيره، ولَكني طرحت الشيءَ البسيط والقليل، والذي سيفهم بكلِّ أوجهه ممن يدركون..
وتحيّةَ إجلال وإكبار لشعب يمني أصيل يرسم أجمل وأبدع لوحات النضال والإباء، رغم عصابات الأمم السياسيّة والإنسانية وغيرها، وأنه شعبٌ متأصلٌ بهُــوِيَّته الإِيْمَانية ومستند عليها..