“فأحبط أعمالهم” لخصت سرَّ الانتصارات بالداخل والخارج
إكرام المحاقري
أعلنت وزارةُ الداخلية اليمنية عبر ناطقها الرسمي، عن عملية أمنية نوعية حملت اسم (فأحبط اللهُ أعمالَهم)، كشفت خليتين إجراميتين تدير أحدهما الاستخباراتُ السعودية والأُخرى تديرها الاستخباراتُ الإماراتية، أي دول تحالف العدوان.
تمادت دولُ العدوان في زرع وتحريك الخلايا الإجرامية النائمة واليقظة في أرجاء محافظات الجمهورية اليمنية، خَاصَّةً المناطق التي تنعم بالأمنِ والاستقرار؛ وذلك من أجلِ تحقيق إنجاز يُحسب لصالح دول العدوان التي فشلت في ميادينِ المواجهة أمام قوة الله وبأس رجال الجيش واللجان الشعبيّة، رغم ما يمتلكونه من ترسانة عسكرية حديثة ومتطورة ذات صناعات مختلفة، تُعتبر من أفخر وأفخم الصناعات العسكرية في العالم.
إلا أنهم لم يألوا جهداً في تحريك ورقتهم الفاشلة، والتي لا تقلُّ خطراً عن فتنة عفاش بالنسبة لدول العدوان، إلّا أنهم في هذه العملية حرّكوا ضباطاً وخونة يمنيين وسعوديين، منهم اللواء فهد بن زيد المطيري، والعميد فلاح بن محمد الشهراني، والخائن الفارّ من وجه العدالة “عبدالله القوسي” -وزير الداخلية الأسبق-، وجميعُهم قادة الخلية الأولى والتي تديرها الاستخباراتُ السعودية كما جاء في تقرير وزارة الداخلية.
فالخائن القوسي كان له دور بارز؛ لما له من معرفة شاملة للمقرات والمعسكرات والنقاط العسكرية اليمنية، ولمعرفته وعلاقته الحميمية مع بعضِ الضباط الذين رهنوا أنفسَهم لدول العدوان وهم في حضن وطنهم، مقابل ما تبقّى من فتات موائد مملكة البعران، فهذه الخطوةُ ليست وليدةَ هذه الخلية، بل إن الجنرال العجوز “علي محسن الأحمر” الذي لم نعد نعرف نهاية اختفائه حتى اللحظة، قد رسم لدول العدوان خريطة عسكرية لكل ما تم ذكرُه سابقاً، لكن من دون أية فائدة تذكر لصالح العدوان، إلّا أنهم قصفوا تلك المنشآت العسكرية ودمّروها بغاراتهم العدوانية، ولن يكون تحَرّكُ القوسي أقوى من ذلك.
والملفت للنظر هو إدراج اسم الخائن المرتزِق “عمار عفاش”، الذي هو الآخر يدير الخليةَ التابعةَ لقسم الإمارات، ما يدلل على امتثال أولاد عفاش والمحسوبين على عائلته باستمرار تدمير اليمن؛ من أجلِ مصلحتهم الميتة.
كما أنَّ هناك شيئاً آخرَ وجب التحَرّك تجاهه بكل حيطة ووعي وحذر في نفس الوقت سواءً من المجتمع اليمني أَو من أفراد الأمن، وذلك ما اقتضته مسميات أعمال الخلية ما بين “تربوي، إعلامي، أمني”، كذلك تجنيدهم للنساء والتي تعتبر خطوطاً حمراءَ بحدِّ ذاتها.
لن نستغربَ من مواقف القوسي وعمار عفاش وغيرهم من الخونة المرتزِقة، كما لن نستغربَ بأن هناك مَنْ زال يخون الوطن وهو في حضنه ينعمُ بالأمن والأمان، فجميعهم تربية عفاش، كما لن نستغرب وجود مثل هذه الخلية التي يُعتبر كشفُها إنجازاً أمنياً هو الأكبر من نوعه منذُ بداية العدوان، كما لن نستغرب ما أنجزته الاستخبارات العسكرية اليمنية منذ ما يقارب الـ 5 أعوام، من كشف مخطّطات دول العدوان الإجرامية، سواءً في الجانب العسكري أَو الجانب الإفسادي وجميعنا يعي حقيقةَ ذلك.
فبما أنَّ للإمارات يداً طولى في تحريك ودعم وتدريب وتوجيه هذه الخلية، فنحنُ نكرّر مطلبنا للقيادة الحكيمة باستهداف أهداف حيوية موجعة في العمق الإماراتي، لعل الإمارات تفيق من سباتها الأرعن، كما وجب التحَرّكُ بجديةٍ بالقبض على كُـلِّ من يُحرّض ويثبّط ويشعل الفتنَ في أوساط المجتمع اليمني، سواءً فوق الباصات أَو الطرقات أَو المدارس وغيرها، فقد حصحص الحقُّ وكُشف ما كان مخفياً عن أعين الناس، فجميعُهم خونةٌ تجندوا لخدمة العدوان.