ثأرُهم مع الشعب اليمني
أربعون شهيداً مدنياً قضوا إثرَ الاستهداف الغادر لطيران العدوان الغاشم، للتجمهر المدني الذي دفعه الفضولُ إلى الوقوفِ على أنقاض الطائرة المعادية، التي تم إسقاطها في محافظة الجوف..
هذه الجريمةُ الشنعاء وبكلِّ المقاييس، تُعدُّ من أهم الدلائل التي تثبت وبما لا يدع مجالاً للشك، أن هذا المجرمَ المتغطرس والقاتل النهم، مشكلته وثأره مع الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه، وأنه لا يُفرّق بين مدني ومحارب، وَلا يعير القانونَ الدولي أيَّ اهتمام، ولا يعبأ بأية مبادئ تتعلق بحقوق الإنسان، وَلا يقيم أي وزن لأية أعراف متبعة ومعترف بها، تحرم استهداف المدنيين، وتجعل دماءَهم معصومة، وَأرواحَهم في مأمن، وَممتلكاتِهم الخَاصَّة ومنازَلهم ومناطَقهم المأهولة خارج دائرة الاستهداف، وَخطاً أحمرَ يمنع أي تجاوز أَو استهتار بتلك الحقوق المصونة، ذلك في أوضاع الاشتباكات بين طرفين متحاربين على الأرض، فما بالكم بالطيران وفي حداثته وتطوره الملحوظ والمعلوم، والذي يجعل من نسبة هامش الخطأ في دقة تعرفة على أهدافه تكاد تكون معدومة!!.
هذه الحقيقةُ لا يمكن التغطيةُ عليها أَو دحضُها بأي شكل وتحت أي ظرف وَمهما كانت المبررات وَالأسباب والدواعي، حقيقة حاضرة في وجدان الشعب، وَراسخة في أعماقه، وَيؤمن بها ويعتقدها كُـلُّ يمني حر لم تصب عيناه بغشاوة الارتزاق والوقوع في وحل العمالة وخيانة الأوطان، كذلك يدرك الشعبُ اليمني وَيعي جيَدًا أن هذه الجريمة لم ولن تكون الأخيرة، كما أنها ليست الوحيدة، فهناك المئاتُ إن لم نقل الآلاف من الجرائم الوحشية المماثلة، بل وَالأشد جرماً وَالأكثر وحشية، ولن ننسى كشعب يمني أمَّ المجازر وكبرى جرائم العدوان، المحطة الكبرى في هذا السياق، مجزرة الصالة الكبرى التي أدخلت الحزنَ إلى كُـلّ بيت يمني، وكوّنت من مجلس العزاء المستهدف، آلاف المجالس المتناثرة في عرض البلاد وطولها.
إذاً نحنُ أمامَ عدوٍّ متعطش لسفك الدم اليمني، وَمتنكر لكل أواصر وعلاقات الجوار، لا يردعه ضمير، ولا يرعوي بوازع، ولا يتقيد بخلق أَو يلتزم بمبدأ، عدو يرى ويعتقد وَيؤمن في قرارة نفسه، وَيجعل من ذلك استراتيجية وخطَّ تعامل على الدوام مع جاره الجنوبي، بأنَّ عِزَّه في ذلنا، وَذِلَّه في عزنا، فمتى يستفيق المنخدعون من غفلتهم ويستيقظون من سباتهم؟!، ألم يحن الوقتُ بعدُ؟!.
سؤال جدير بالاهتمام، تحديداً ممن يدورون في فلك الخدعة والكذبة الكبرى، ما يسمى (بالشرعية).. خُصوصاً ونحن نسمع شكاواهم التي تنقطع بين الفينة والأُخرى، بحوادث استهداف كثيرة لميلشياتهم وتشكيلاتهم العسكرية من قبل طيران العدوان، فماذا بقي بعد؟!، وأي دليل أكبر من هذا، إن كُـلَّ اليمنيين يقعون في دائرةِ الاستهداف، وَتحت طائلة القصف وبدون استثناء.