الإخوان المسلمون والعودة قبل الضياع
مرتضى الجرموزي
حزبُ الإصلاح جعل من نفسه مدعاةً للسخرية، أدرجته السعوديةُ ودولُ الخليج في قائمة المنظمات الإرهابية، وحينما فُرضت الحرب الأمريكية على اليمن، كان أول من ارتمى في أقدام العدوان وبارك الحربَ وقال إنها بأمر من الله.
فعن أيِّ إله يتحدّث والحرب أُعلنت من واشنطن الذي أدرجته في لائحةِ الإرهاب، أما هذه مسخرة تُعريكم الوطنية والدين، وتجردكم من القيم والأخلاق القبلية والإسلامية؟!.
حزبُ الإصلاح -الإخوان المسلمين- حزبٌ غيرُ مرغوب به في دول الخليج، وغير مرحب به في الوسط الشعبي اليمني، وقاعدته بدأت تقل ما بين فترة وأُخرى، خَاصَّة من يدرك الخطرَ الذي بات فيه الحزب المرتهنة قيادته لتحالف العدوان الذي يبغضهم في نفس الوقت، أضف إلى ذلك في الجنوب ليس له وجود أَو حتى صورة تذكارية.
وهناك العفافيش بقيادة طارق كوكتيل الفارّ بجلباب العمالة الذي يُكن حقداً دفيناً على الحزبِ، ويتهمه بالخيانة ويترقب ساعةَ الأمر الإماراتي، لينقضَّ عليه في تعز وينهي تواجده هناك، وفي باقي المحافظات الشمالية، لم يعد لدى الإصلاح إلّا أجزاء من مأرب والجوف وتعز، وهو على شفا حفرة من الانهيار، ففي الجوف ومأرب تتوسع رقعةُ سيطرة أنصار الله وأحرار اليمن مع تقدّمهم المتسارع، خَاصَّة بعد عملية البنيان المرصوص في محور نهم ومأرب والجوف، وفي تعز يتهدّده الخطرُ عبر أدوات الإمارات طارق عفاش ومن معه من مرتزِقة الشمال والجنوب.
باختصار لقد وضع الإخوانُ أنفسَهم في حالة التيه والضياع، مكروهين سعودياً، ومبغوضين في الجنوب وأحقاد عفاشية في الساحل الغربي (الخوخة والمخا)، ومهزومين ومطرودين في مأرب، فأين المفر وما سُبل الحل وهم من يقاتلون مع أناسٍ لا يرغبون بهم في شيء؟!، وما المخرجُ وهم يقاتلون أبناءَ جلدتهم ويقفون مع المعتدي؟!
هنا نقول لقادة الإخوان وقاعدته الشعبيّة، ليس لكم من الأمن إلّا العودة الصادقة إلى الحضن الوطني، أصلحوا سرائرَكم مع اللهِ ومع الشعبِ الذي تقاتلونه خدمةً للأجندة الإسرائيلية.
عُودوا إلى جادةِ الصواب، اعترفوا بأخطائكم وصحّحوا معتقداتكم وانفضوا عن ظهورِكم أثقالَ الخيانة، أريحوا أنفسَكم وعودوا إلى رشدكم واصطلحوا مع شعبكم، وأوقفوا حربَكم مع أعدائكم وأعداءِ شعبكم، واصطلحوا مع المجاهدين وقفوا معهم لقتالِ المعتدين، إنكم مسؤولون أمام الله وأمام شعبكم المظلوم، دعوا مصالحَكم الخبيثة واتركوا الأنانيةَ وحبَّ الارتزاق، وعُودوا إلى وطنِكم ومساجدِكم ومعاهدِكم.
هي نصيحةٌ لحزب الإصلاح بأن يتخلّى عن الغي والعناد، وبدل الارتماء بأقدام من يعظّون عليك الأناملَ من الغيض، ولا يحبونكم ولا يودّون لكم الخير وقطرة المطر من الله عليكم كحزب سياسي، أن تتحلوا بالشجاعةِ اليمنية بحكمة إيمان، لتلتحقوا بصفِّ مجاهدي الجيش واللجان الشعبيّة والقبائل الحرّة والشريفة المناهضة لقوى العدوان؛ لأنكم في المكان الخطأ، في المكان الذي لا يشرفكم ولا يقبل بكم، والدوائر تحوم عليكم من كُـلِّ الجهات.
فاستمراركم بالقتال مع أعداء الله وأعداء الإنسانية، معناه التيه والضياعُ وستعرّضون حزبَكم وقاعدتكم الجماهيرية إلى الانقراض والضياع في دهاليز متاهات من يضمرون لكم العداء، ويتربصون ليوقعوكم في حفرةٍ أعدّها تحالفُ العدوان لكم أولاً وللعفافيش وأبناء الجنوب ثانياً وثالثاً ولكلِّ أبناء اليمن، (فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ).