“فأحبط أعمالَهم” مسلسل جديد في الهزيمة
عبدالله هاشم السياني
كشفت عمليةُ “فأحبط أعمالهم” الأمنية أن السعوديةَ فضّلت الانتقالَ من استخدام مرتزِقة الإصلاح إلى مرتزِقة عفاش، في إثارةِ الفوضى الشعبيّة في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات، التي كان مخطّط لها التزامن مع اقتحامِ صنعاء عبر جبهة نهم، ولم تلتفت للمرجفين من بقايا قوى المرتزِقة الكامنة في مناطق الجمهورية اليمنية الحرة من مختلفِ التوجّـهات والفئات.
إن المخابرات السعودية التي خطّطت وأشرفت على هذه العملية، قد فضّلت القياداتِ العسكرية والأمنية ذات الخبرة والتجربة لقيادة تلك الفوضى والاعتماد على شبابِ المدارس من الإعدادية والثانوية، ليكونوا حطبَ تلك الفوضى، وتكون المدارسُ هي منطلقها في حين يكون قطع طرق العاصمة ومداخلها والسيطرة على بعض المؤسّسات وإثارة الشغب والفوضى فيها، هي وسيلتها على أن يكون العملُ العسكريُّ هو الخطوة الأخيرة في إسقاط العاصمة.
هذا المخطّطُ الفوضوي يشبه إلى حدٍّ كبيرٍ في معظم تفاصيله، إذَا استثنينا الخطوةَ العسكرية، ما قامت به السعوديةُ في لبنان والعراق من استهداف للدولة وللشعب والقوى الحرة والمقاومة في هاذين البلدين، ولعلَّ الفشلَ والهزيمةَ التي مُنيت بها السعودية في ما سمي بعاصفة الحزم بطابعها العسكري المتوحش، وحصارها الجائر، وعدم قدرة قوى المرتزِقة القيام بالمهام التي أوكلت إليها كمرتزِقة، مقابلَ الضخم الذي تم إنفاقُه عليها، قد جعل السعوديةَ تدرس الوضعَ اليمني لأكثر من خمسة أشهر في دراسةِ البدائل، لتستقرَّ على خطة خلق الفوضى في العاصمة وبقية عواصم المحافظات باستخدام القيادات الأمنية والعسكرية لقيادة هذه الخطة وتنفيذها.
ومن الملفتِ للنظر أن الخطةَ قد اعتمدت وركّزت على ثلاثة محاور واتّجاهات وأسس، “الجانب الأمني والإعلامي والتربوي”، وأغفلت بقيةَ الأسس اللازمة لمثل هذه العملية، وعلى كُـلٍّ فعمليةُ فأحبط أعمالهم تحتاجُ إلى دراسة معمقة لأبعادها المتعددة، والتي منها معرفةُ الخيارات القادمة للنظام السعودي والإماراتي في عدوانه على اليمن، ومن ستكون القوى القادمة العملية التي ستستهدفها دولُ العدوان لاستخدامها من جديد، وكيف يجب أن تكونَ الاستعداداتُ لمواجهة مؤامرات العدوان القادمة التي لن تتوقف إلّا بعد هزيمتها في عقر دارها.