مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية سلاح هام أثبت الواقعُ تأثيرَه
منصور البكالي
طالعتنا صحيفة المسيرة في عددها 848، بخبرٍ منشور في صفحتها الأخيرة، ينصُّ على “تغريم شركة جونسون” الأمريكية 750 مليون دولار؛ بسبَبِ أن مسحوقَ بودرة الأطفال الذي تنتجه الشركة، كان سبب إصابتهم بالسرطان، وسبق أن منحت الشركةُ في وقت سابق بعضَ ضحاياها الذين أصيبوا بالسرطان مبلغاً وقدرُه 37,2 مليون دولار كتعويض.
وتواجه هذه الشركةُ أكثرَ من 16000 دعوى قضائية، تدّعي أنها باعت مساحيق ملوثة بمادة الأسبستوس وتقاعست عن تحذير المستخدمين.
ومعروف أن جونسون آند جونسون (Johnson & Johnson) شركة أمريكية إسرائيلية، تأسست في 1886، ومنتجاتُها على رأس قائمة المنتجات المقاطعة من قبل أحرار الشعب اليمني وبقية الشعوب الحرة.
وتنطلق حملاتُ المقاطعة للمنتجات الأمريكية والإسرائيلية اليومَ من جوانبَ عدة، ليس أولها تلوث هذه المنتجات وضعف جودتها، وما تحمله من سموم وأمراض تقتل أطفالَنا بالسرطان، وإنما احتل سلاحُ المقاطعة خلال هذه الفترة التي تشهد أكبرَ الحروب الاقتصادية في إخضاع الشعوب والتحكم بها وإسقاط الأنظمة، أهميّةً كبيرةً في مواجهة الصلف الصهيوأمريكي، وأثبت فاعليته في الكثير من التجارب المشهودة.
وهذا ما دعا اليه الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي، منذُ انطلاق مشروع المسيرة القرآنية في دروسه ومحاضراته، وبعد 18 عاماً، عزّزت هذه الدعوات دعوةُ سيد المقومة السيد المجاهد حسن نصر الله في خطابه، يوم أمس الأول، الذي جاء فيه الكثيرُ من الموجهات حول أهميّة هذا السلاح.
ومن هذا المنطلق ندعو كافةَ الوسائل الإعلامية والخطباء والناشطين والمثقفين، إلى التفاعل مع هذه الدعوات، واستشعار المسؤولية الملقاة على عاتقهم، في توعيةِ أبناء شعبنا اليمني بأهميّة تفعيل مبدأ المقاطعة، على نطاق أوسع، والتوجّـه لتشجيع المنتجات المحلية، وكل المنتجات البديلة عن البضائعِ الأمريكية والإسرائيلية؛ لما لذلك من فوائدَ تعود على الفرد والمجتمع وعلى الاقتصاد الوطني، وكسلاح ردع استراتيجي في مواجهةِ الحرب الاقتصادية الشرسة على شعبنا اليمني، الذي دمّر العدوانُ مصانعَه ومزارعَه وكلَّ مقومات الحياة فيه.
كما نودُّ الإشارةَ إلى أهميّة رفع الوعي المجتمعي بهذا الخصوص، كخطوة أولى نُعبّر من خلالها عن إرادتنا الحرة والمستقلة، ومشروعنا القرآني المكتمل الأركان، في خوض المواجهة مع أعدائنا بوعي وبصيرة عالية وذات نظرة ثاقبة.