”تورنيدو” العدوان الأوروبية.. سقوطٌ مزدوج
إكرام المحاقري
(وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) فسدّد الله تلك الرمية وسقطت إثرها طائرة ”تورنيدو” والتي كانت تُعربِدُ في أجواء اليمن، في مهمة عدوانية لحصاد المزيد من أرواح الأبرياء، لكن وكما هي العادة تجري الرياح بما لا تشتهي دول العدوان المارقة، سقطت الطائرة بسلاح حديث للدفاعات الجوية اليمنية لتسقط معها هيبة الدول الأوربية المصنعة لها ونكس العدوان رأسَه مجدداً، حَيْــثُ لم تكن هذه أول طائرة تحرق ويتناثر دخانها في الهواء.
وليست تلك الطائرة بالتقنية السهلة، بل إنها حديثة ومتطورة وقد تكون بالنسبة للدول المصنعة ولدول العدوان معجزة في حَـدّ ذاتها؛ لما لها من مميزات هجومية تُستعمَلُ كمطاردة وقاذفة، وهي من إنتاج أوروبي مشترك وصُمِّمت أَسَاساً كطائرة هجومية متعددة المهام قادرة على الهجوم ليلاً ونهاراً وفي جميع الأحوال الجوية وعلى ارتفاع منخفض وبسرعة تفوق سرعة الصوت.
وليست هذه المرة الأولى التي تفقد فيه التورنيدو سُمعتَها، بل إنها المرة الثانية، إذ تم إسقاط طائرة من نفس الطراز والنوع في 2018م بمنطقة كتاف محافظة صعدة، وما زال الحدث مدونا في ذاكرة دول العدوان.
وبذلك الصاروخ حدث سقوط مزدوج للطائرة والدول الأوروبية المصنعة لها، ولدول العدوان التي أحدثت مجزرةً بحق الإنسانية أسفرت عن استشهاد 32 مواطناً وإصابة العشرات كحصيلة لمجزرة مديرية المصلوب محافظة الجوف أي في نفس المنطقة التي تواجد فيها حطام الطائرة!!
وما يدلل على إفلاس دول العدوان أخلاقيا عسكريًّا وإنسانياً أنهم لا يمتلكون غير غريزة حيوانية تعشق الدماء ولا مجال في قاموسهم للحرية والسلام!!
وكما هي العادة المتواطئة للأمم المتحدة لم تحَرّك ساكنا ولم تُدِن الجريمة؛ كونها اختراقاً وتعدياً على حقوق الإنسان، وتعد جريمة حرب كسابقاتها من الجرائم التي ارتكبتها دول العدوان بغطاء أممي بات مفضوح رغم سياستهم المتلبسة برداء الإنسانية.
أما عن وقاحة دول العدوان فحدث ولا حرج!! فقد حملوا ما أسموهم بالمليشيات الانقلابية الحوثية سلامة الطيارين الذين كانا على متن الطائرة العدوانية حال استهدافها!! واستدلوا بقوانين ونصوص حقوق الإنسان ومؤتمر جنيف الـ 3!!! ولم يحدثوا أنفسهم عن شعب قتلوه وحاصروه وناثروا أشلاءه في الطرقات وتحت الركام و… إلخ… تحت مبرّرات واهية وواهنة لا يتقبلها عقل الإنسان الواعي.
كذلك الأمم المتحدة لم تدلِ بدلوها إلا في مستنقع عكر ينصف الجلاد ويعاقب الضحية!! حركوا بنود حقوق الإنسان؛ من أجل شخصين محسوبين على دول العدوان وهم في حقيقة الأمر مجرمين كانوا في مهمّة إجرامية وعدوانية!!! ولم يحدثوا أنفسهم عن 32 شخصا قضوا إثر غارات عدوانية صبت فوق ركام الطائرة الحارقة ومن كان يشاهدها وما كان جوارها؟! فماذا نسمي كُـلّ هذا بحق الله وبحق العدل الذي نزل من السماء!!
فمهما تمادت دول العدوان في الإجرام فهذا لن يحقّق لهم هدفاً ولن يخمد ناراً أشعلتها دماء الأبرياء من النساء والأطفال اليمنيين؟! فهذه الدماء ستلفحهم جميعاً سواء القادة أم الخونة المرتزِقة.