حصارٌ خانقٌ للدريهمي.. ثم ماذا بعد؟!
إكرام المحاقري
أكثر من عام وأهالي مدينة الدريمهي بمحافظة الحديدة، يعانون الحصارَ الكاسحَ من قبل مرتزِقة العدوان، مما أَدَّى إلى هلاكِهم واحداً تلو الآخر وبطرق مختلفة، تفنن فيها المجرمون التابعون لدول العدوان، وتعددت هذه الطرق إلى أوبئة خطيرة وجوعاً وكمداً، أما الطريقة الأُخرى فكانت موتاً محتماً للكبار والصغار؛ نتيجة القصف العشوائي لمرتزِقة العدوان على مدينة الدريهمي.
كما أن “للأمم المتحدة” يداً قذرة في توسع زمن الحصار التي استلغته منظمات تابعة لحقوق الإنسان ومنظمة الغذاء العالمي، وجعلت منه سوقاً تبتاع فيه وتشتري باسم فقراء اليمن، وتقبض قيمة المساعدات سواء النقدية أَو المواد الغذائية والعلاجية وتقدّم للفقراء السوس والدود والسموم.
كما تقدم للشعب اليمني عامة وأبناء الدريهمي خَاصَّة، سماً زعافاً بمماطلتهم بتحقيق ما تم الاتّفاقُ عليه في طاولة السويد، حيث وقد اهترأت أوراقُ ذاك الملف قبل أن ينفّذ ما فيها من بنود تنصُّ على مواضيع إنسانية وأُخرى سياسية، وما إلى ذلك من وظيفة “الأمم المتفرقة”.
والغريب في الأمر هو ما يمتلكه مرتزِقة العدوان من نفسيات رخيصة لا كرامةَ لها، خَاصَّة وقد شاهدوا بأم أعينهم ما نقلته عدسةُ الإعلام الحربي من مشاهد مؤلمة بحقِّ المرتزِقة، حيث خذلتهم دولُ العدوان وتركتهم يواجهون مصيرَ نهايتهم على أيادي الجيش واللجان الشعبيّة، أَو أنهم أصبحوا مسيرين لا مخيرين في توجّـههم، وقد لا نلومهم على ذلك ونتركهم يلومون أنفسهم يوم ينظرون إلى ماهية قيمتهم بالنسبة لدول العدوان، حتى “طارق عفاش” نفسه ليست قيمته أغلى من قيمة أصغر مرتزِق، فجميعُهم عملاء وخونة أوطان ولا تثق دولُ العدوان بهم.
وفي ذات السياق، يجب أن نتطرّق إلى ما قامت به مليشيا العدوان من زحوفات على منطقة الدريمهي، لكنها لا تقلُّ غباءً عن الزحوفات التي توجّـهت باتّجاه جبهة نهم والتي تعد جبهة أَسَاسية وخيط إنجاز بالنسبة لدول العدوان ومن يقف خلفهم في “واشنطن وتل أبيب”.
وقد نسبق الأحداثَ كما استبقها القرآن ونقر بأن هذه الزحوفات ليست إلّا هدية السماء لأبناء الدريهمي؛ لأَنَّها بداية التمهيد لمرحلة فك الحصار (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ).
أما بالنسبة لاتّفاق السويد، فمثله مثل مبادرة السلام للرئيس المشَّاط والتي تجاهلتها دولُ العدوان ودفعوا ثمن ذلك سقوط ألوية وكتائب وقادة بجميع عتادِهم وعدتهم، بغض النظر عما تم استهدافُه في العمق السعودي وعلى الحدود منه ما تم الإعلان عنه ومنه ما زال مخفياً حتى اللحظة، ولدول العدوان خيارُ التراجع أَو أن يحرقوا ويسقط ما تبقى لهم من آليات وعدة عسكرية بيد الجيش واللجان الشعبيّة.
ومن هنا ومن بعد إعلان خبر الزحف على منطقة (الدريهمي) المحاصرة، فقد سُرت قلوبنا وكم نتمنى أن يقوم أبطالُ الجيش واللجان الشعبيّة بعملية عسكرية واسعة لا تقل شأناً عن عملية البنيان المرصوص، والتي ما زالت مشتعلةً حتى اللحظة في جبهات مأرب والجوف، لكن يا ترى ماذا سيكون اسم العملية القادمة والتي ستنهش عظمَ العدوان في الساحل الغربي، وتجعله يقر بقرار مكين بأن اليمنَ مقبرة الغزاة.
لن نستبق الأحداث دعونا نرتقب ما سيحصل خلال الأيّام القليلة القادمة، أليس الصبح بقريب.