أعظمُ ثمرة من أكبر عملية “فأحبط أعمالهم”
سـارة الـهـلاني
عادة في كُـلّ انتصار للجيش واللجان الشعبيّة، تكون جدوائيته في ميدان الجهاد دحر عدونا المعتدي من المناطق التي كرّس فيها جهوده العسكرية وعدوانه الإجرامي، ليحل البديل الذي نسعى له، العزة بالله والأمان من بطشِ الطُغاة، يترافق مع ذاك قوةٌ معنوية تُغذي النفوسَ المؤمنة والمجاهدة لله وثبات يشد بأس الأبطال على المعتدين الأنذال، علاوةً للغنائم التي تُخلّفها الخرفان الهاربة من الجيش السعودي أَو المرتزِقة اليمنيين وغيرهم ممن ارتزقوا على حسابِ الدماء اليمنية.
المهمُّ، هو أن لعملية “فأحبط أعمالهم” التي هي أكبر عملية مُنذ بداية العدوان، بل إنها مثيلة عملية “البنيان المرصوص”، التي أفشلت أهمَّ غاية لقادة العدوان “دخول صنعاء”، وأجرت خسارة الخمسة أعوام من الجهد والإمْكَان في غضون ستة أيام بين مياه الهزيمة ووحل الانكسار.
عملية البُنيان المرصوص غالب ثمارها عسكرياً وجغرافياً، إلّا أن عملية فأحبط أعمالهم لها استراتيجية أُخرى وهي الأهم والمعقل الأشد ضرباً، سواءً على المعتدي أَو المُعتدى عليه، وهي “الوعي” وسموه كيفما شئتم “الحرب الثقافية، الناعمة، القوة الصلبة… إلخ”.
هل عرفتم ما أقصد؟
ألم تكشف العمليةُ عن أهم ثلاثة محاور ركّز عليها الخونة وقادتهم من قيادة العدوان “إعلامي، تربوي، أمني”؟!
ألم يختزل التاريخ “معارك الوعي” ليسرد لنا أهم أساليب المحتلّين وأشدها فتكاً بالشعوب وأسبقها في إسناد حروبهم؟!
هي عملية رأينا أبعادَها عسكرياً، لكن في المقام الأول وعينا الذي أُستخدم كأداة لمخطّطات فتنتهم وجرائمهم الخيانة تربوياً ثم إعلامياً، ليجنوا الحصيد أمنياً وبأقل تكلفة وأنجح نتيجة.
ولنرجع ونتذكر هذه الأحداث:
من يُشرعن للعدوان جرائمه واحتلاله، ويحرّض ضد أفراد الجيش واللجان الشعبيّة ويصنع قصص اعتداءات وهمية على المجاهدين؟
من يفتن بين مكونات المجتمع اليمني بالعصبية ونشر الطائفية بمسميات التفرقة والحزبية ويفرق شمله؟
من ينشر الأخبار الإرجافية والانتصارات المزيفة للعدوان ومرتزِقته؟
من يُفسد في القطاعات الحكومية باسم الدولة والقيادة؟
من قاد ثورة الجياع وثورة المطالبة بجثة الخائن عفاش؟
من الذي يستغل معاناة الشعب ويوظفها لنشب الثورات غير الشرعية ونهب الثروات والإفساد الأخلاقي؟
من حرّض المعلمين والمعلمات على الإضراب وإيقاف العملية التعليمية بحجة لا يوجد رواتب؟
من كاد للكوادر التعليمية المناهضة للعدوان ونشر زيف تغيير المناهج الدراسية وإدخال ثقافات مجوسية حسب زعمهم.. إلخ؟
من يُدجن الطلاب والطالبات بالولاء للعدوان المتنجس بالدماء والشرعنة لهم ولأعمالهم ونشر الشئاعات الكاذبة والإرجافات؟
من الممول الرئيسي والرأس المدبر لفتنة ديسمبر انقلاب عفاش وعملائه في العاصمة والمحافظات؟
أعتقد أنه تبادر لأذهانكم أحداثٌ كثيرة حصلت في ظلِّ العدوان، قابلتها عقول جامدة التفكير وألسن أخزم نطقها واكتفت بقول “الله ينصر الحق أينما كان، الله يهلك الظالمين بالظالمين، وما عرفنا من هو الصالح من الطالح”.. وكثير من الأعذار التي فرح الأغلب بالاكتفاء بترديدها دون استشعار لمسؤولية “الدين، الدم، والعرض”.
الآن تكشفت الغموض التي هي ظاهرة لمن اتقى وكان حراً مستبصراً، وأسقطت الأقنعة التي ارتداها المجرمون ليضحكوا في الشعب وهم يغرزون الطعنات يحيكون المكائد والتهم..
هل استيقظتم جميعاً؟!، ألا تتأملون لتنجوا أم على عقولكم وقلوبكم رينُ الخضوع والعصيان.