(فأحبط أعمالهم)؛ لأَنَّه (البُنيان المرصوص)
الفريق الركن/ جلال الرويشان*
ثلاثةُ مشاهِدَ في المحافظات الحرة التي يديرُها المجلسُ السياسيّ الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني.. تلخِّصُ المشهدَ السياسيَّ والاقتصادي والاجتماعي اليمني العام كلَّه..
الأولُ جنديٌّ تمتدُّ اليمنُ من جوارحه إلى جوانحه.. يرابطُ في مترسِه المتقدِّمِ في الجبهة، متسلحاً بعقيدة قتالية لا تلين، ومعنوية عالية أقوى من الصخرة التي يقف عليها.. يواجه العدوان بكل عزيمة وصبر وجلد.. أحرق سفنَ العودة. ونسي مصطلحاتِ التراجُعِ والاستسلام. ومضى في طريقِ العزة والكرامة كالأسد الهَصُور والطوفان الجارف..
هذا هو (البُنيانُ المرصوصُ)..
والثاني جنديٌّ في كيانه وكينونته اليمن.. مرابِطٌ في مهمته الأمنية ينامُ وعيونُه مفتوحةٌ كما تنامُ الذئاب. يسُدُّ الثغرات ويبحَثُ عن الأيادي الخفية ويقطعُها قبل أن تحقّقَ أهدافَها المشبوهة ومراميَها التخريبية المعادية.. يرقُبُ ويراقِبُ. ويصلُ الليلَ بالنهار ويرفدُ الجبهاتِ المتقدمة. ويمنَعُ الجبهةَ الداخلية من التصدع ومحاولات الاختراق..
وهذا هو (فأحبط أعمالهم)..
والثالث جنديٌّ وموظفٌ ومواطنٌ يعملُ في مجاله. ويحُثُّ الخُطى مسرِعاً في عمله بدون مقابل، لا يبتغي إلا الأجرَ من الله، ولا ينتظرُ من أحدٍ لا جزاءً ولا شكوراً.. يعملُ لتنفيذِ الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة.. وفي يده اليمنُ وأدواتُ البناء، وفي قلبه اليمنُ وأحلامُ المستقبل، وفي عقله اليمنُ ودوافعُ الصمود ونوازع الصبر، يدعمُ ويساندُ ويؤازرُ الجنديَّين الأولَ والثاني، ويدعو الله لهما بالنصر والتمكين..
وهذا هو (يدٌ تحمي ويدٌ تبني).
فأين تذهبون؟!
وأين ستذهبون؟!
* نائب رئيس الوزراء لشئون الأمن والدفاع