ثورةُ المجتمع على أحزاب السفارات
سند الصيادي
لم يعد هناك أدنى شك لدى أحد أن أحزاب السفارات الغربية هي من عبثت بالمجتمع اليمني بعد أن شلت قراره الداخلي والخارجي وَحملت مصيره..
وإلا ما كان حدث ما حدث.. فلم يكن لدى المجتمع اليمني بقبائله ومدنييه وجميع أطيافه وتكويناته غير الحزبية أية مشكلة مع حركة تحرّرية وثورية ولم يكن ليسعى لمقاومتها أَو إجهاضها كمجتمع.. أَو يجند لها جيوشا من مرتزِقة لمصلحة الخارج.
لذا، وبعد أن افتضحت تلك القوى والأحزاب، بدأ القرار الداخلي يعود للمجتمع وبات هو من يقرّر مساراته.. ولعل الحراك القبلي المجتمعي الحادث في مأرب دون التقيد بتوجيهات الأحزاب هو بداية نفض الإملاءات الحزبية وَتقليص لهيمنتها..
كما إن هناك الكثير من الدلالات على أن المجتمع بات يتحَرّك خارج أُطُر تلك التكوينات وأبرز مثال واقعي على ذلك أن الكثيرَ من المناطق التي وصل لها الجيشُ واللجان لم تنتزع بالقوة وضد إرادة مجتمعاتها، ولم تنساق المجتمعات إلى توجيهات القوى العميلة الساعية لإقحامها في الصراع، رغم أن الكثير من أبناء المجتمع كانوا يوالون حزبياً أَو عاطفياً تلك القوى.. وما تفاهمات تبادل الأسرى العديدة الذي حدثت ونجحت خارج أطر التفاهمات السياسيّة والإملاءات الإقليمية إلّا أبسط الدلائل على مؤشرات ثورة المجتمع والقبيلة اليمنية على عبثيات وإملاءات الأحزاب وَأجندتها..