صَفاراتُ الوجع الكبير
عبدُالجليل الموشكي
أطلقت القواتُ المسلحة في بيانها الأخير صفاراتِ الإنذار في دماغ النظام السعوديّ المعتدي، بإعلان تنفيذ “توازن الردع الثالثة” المشتركة في عمقه بهجمة تكاملت فيها أدوار ذي الفقار والصمّاد وقدس المجنَّح، حيث دكت طائرات صمّاد 3 وصاروخا قدس المجنَّحة وصاروخ ذي الفقار الباليستي بعيد المدى شركة أرامكو وأهدافا أُخرى حساسة في ينبع بدقة عالية ردا على تمادي النظام السعوديّ في عدوانه على اليمن وعدم جنوحه للسلم حيال مبادرة الرئيس مهدي المشَّـاط التي أطلقها نهاية سبتمبر الماضي، وانتشرت فيديوهات من مواطنين أظهرت نجاح الردع الثالثة في إعادة الإمساك بزمام المبادرة، واللافت هو توقيت العملية خُصُوصاً بعد مرور أربعة شهور من إعلان الرئيس مبادرة السلام، الذي حذر السعوديّة حينها من عدم التجاوب مع المبادرة، وفي ظل تعاظم إنجازات الجيش واللجان الشعبيّة على مختلف الصُعد وتشهد بذلك مأرب والجوف ونهم، يبقى المؤكّـد هو تدشينُ مرحلة قاسية جِـدًّا ستقصم ظهر العدوّ السعوديّ والإماراتي معاً وإن تظاهر الأخير بالانسحاب من العدوان على اليمن، إلا أن القيادةَ الثورية والسياسيّة اتخذت قرارَ الردع وبقوة غير مسبوقة تغلق مطارات مملكة الاعتداء وتعمل على شل عصب اقتصادها بوسائل وأدوات استراتيجية متعددة صاروخية ودفاع جوي وطيران مسيّر وتكتيك قتالي، كلها كفيلةٌ بنسف معسكر العدوان بكل ما فيه ومن فيه، وعلى من يقفون في صف المعتدين مراجعة مواقفهم قبل أن يجدوا أنفسهم في دائرة محشورة بنار الانتقام لدماء الأطفال والنساء التي سفكها العدوان.
ويُظهِرُ واقعُ المعادلة السياسيّة مدى التخبط الذي تعيشه دول العدوان التي لم تشفع لها إمْكَانياتها الضخمة التي طالما استخدمتها لقهر إرادة الشعب المجاهد، وعليه تتضحُ ملامحُ المرحلة القادمة من فصول معركة التحرّر والاستقلال، ويثق اليمنيون بأن شرارةَ الحسم قد اندلعت من بركان وطنهم الثائر الذي قال قائده: إن دول العدوان ستندم أنها شنت عدوانها على اليمن الحر..
وباختصار نحن على مقربة من رؤية مراكز قوة دول العدوان الحيوية والحسَّاسة تشتعل وتعلوها ألسنةُ اللهب، وحينها لن يكونَ هناك وقتٌ لدى من شنوا عدوانهم علينا ليتخذوا قرارَ إيقاف العدوان فنحن مَن سنكون قد أوقفنا عدوانَهم انطلاقاً من المعادلة القرآنية التي تقضي برد الاعتداء بمثله، وسيعلمُ الذينَ ظلموا أَيَّ منقلَبٍ ينقلبون.