الشيخ طعيمان: هؤلاء يتحملون مسؤولية قطع إمدادات النفط والغاز، واليمن لن يعود إلى زمن الارتهان والوصاية حتى لو استمرت هذه الحرب مدى الحياة ” حوار “
- الإصلاح خان الوطن وكثير من أعضائه صدموا لتأييد الحزب للعدوان والبعض قدم استقالتهم وفقد الثقة بقياداته
- اليمن لن يعود مرة أخرى إلى زمن الارتهان والوصاية حتى لو استمرت هذه الحرب مدى الحياة
- أغلب مشايخ مأرب ضد العدوان وكان يوماً أسود حين رُفعت أعلام دول العدوان على أرضنا وعلى جبالنا في مأرب
- أكثر من يشتكي من المرتزقة هم جرحاهم فهم لا يجدون العلاج والذي نقلوا “شرورة” يشتكون من سوء المعاملة والإهمال وبتر أعضاء من أجسامهم
عبّر الشيخ محمد طعيمان عن امتعاضه الشديد لوجود قوات الغزو في محافظة مأرب وفي بعض محافظات الجمهورية، مؤكداً أن اليمنيين سيواجهون المحتلين حتى النصر الكبير.
وقال طعيمان وهو من أبرز الشخصيات الاجتماعية بمحافظة مأرب في حوار مع صحيفة “صدى المسيرة” إن أغلب مشايخ مأرب ضد العدوان وقليلٌ منهم من تم شراؤه بالمال السعودي.
وأشار إلى أنه كان يوماً أسودَ حين رُفعت أعلام دول العدوان على أرض وجبال مأرب وأن حزب الإصلاح خان الوطن وسيدفعون ثمن ذلك؛ لأن التاريخ لا يرحم أحداً.
حوار – عبده عطاء.
*بداية شيخ محمد، هل لك أن توصفَ لنا سببَ ما يتعرض له الـيَـمَـن من عدوان؟
الـيَـمَـنُ بلدٌ، كانت كرامته وإرادتُه وحُرّيته مصادرة، واليوم اجتمع الشرفاء والأحرار في خندق الوطن للدفاع عنه من أجل استعادة إرَادَة الـيَـمَـن وكرامة المواطن، والعدو يقومُ بالتجييش من أجل أن يُخضعنا ويُبقينا تحت الوصاية والسيطرة والارتهان.
نحن لا نريد أن يتحققَ لنا أي هدف، قبل أن نحصل على إرادتنا، ونتخلّص من الوصاية، وعندما يتم لنا ذلك، فلن نكونَ بحاجة إلى أحد، سنأكُلُ من خيرات وثروات بلادنا، لن نعودَ ثانيةً إلى زمن الارتهان والوصاية، حتى لو أطعمونا العسلَ، فنحن بلا إرَادَة سنكون قد خسرنا الحربَ وخسرنا كُلّ شيء وعُدنا كما كنّا، وعلينا أن نصمد في سبيل الحصول على إرادتنا وكرامتنا وخروجنا من كنف الوصاية حتى لو استمرت هذه الحرب مدى الحياة.
*ولكن هناك من الـيَـمَـنيين من يقف في صف العدوان؟.
الإنسان الـيَـمَـني الشريف هو الذي يغار على وطنه، حين يرى بعينيه ما يحدث، فيتألم، وأعتقد أن مواقفَ جميع الـيَـمَـنيين الأحرار واحدة، تجاه ما يتعرض له وطنهم الـيَـمَـن من عدوان وتُرتكب في حقه أبشع الجرائم، والتي لا يمكن أن تذهب بالتقادم ولن يتم السكوت عنها، فجرائم العدوان لم تعد خافية على أحد، لقد جعلوا من إعادة الشرعية ذريعةً، وصنعوا لها زخماً إعلامياً؛ من أجل الحرب على الـيَـمَـن، وعندما ننظر إلى أفعالهم وجرائمهم، وكل ما يقومون به في الـيَـمَـن، يؤكد أنهم يدمّرون الـيَـمَـن، دمّروا المستشفيات، المدارس، الطرق، الجسور، منازل المواطنين الأبرياء، وغيرها من الأشياء الكثيرة التي لا علاقةَ لها بما يحدث في ميادين المعارك، والتي تدُلُّ على أن كُلّ شيء في الـيَـمَـن مستهدَفٌ، من البُنية التحتية وحتى القيم الإنسانية للـيَـمَـنيين.
*من هم أبرز شركاء لـ”هادي” في خيانة الـيَـمَـن؟.
الأحزاب التي أيّدت العدوان، من ضمنها الإصلاحُ، ما كنتُ أتوقع أن حزباً كبيراً مثل حزب الإصلاح أن يصدرَ بيانَ تأييدٍ للعدوان وضرب وطنه، لقد صُدمنا وكثير من أعضاء الإصلاح صُدموا، وأعرف ناساً من محافظة ذمار وغيرهم أعلنوا استقالاتهم من حزب الإصلاح في وسائل الإعلام، وفي أغلب المناطق هُناك من الإصلاحيين لم يؤيّدوا العدوانَ ولا قرار حزبهم الذي جعلهم يفقدون الثقة بقياداتهم، هذا بالإضافة، إلى أن حزبَ الإصلاح زَجَّ بأعضائه في الحرب وتركهم لأصحاب المصالح يستغلونهم كتمثيل للحزب في الباطن وجرّ بعض القيادات إلى المعارك وراحوا ضحايا في سبيل الشهادة والدفاع عن الدين، والقضية ليست قضية دين ولا هم يحزنون، القضية قضية عدوان ووطن يتعرض للاحتلال والغزو الخارجي، ويمنيين أحرار يدافعون عن كرامة وطنهم.
* ولكن من وجهة نظرك.. ما الفائدة التي جنتها هذه الأحزاب المؤيدة للعدوان؟.
الأحزابُ التي أيّدت العدوانَ وأصدرت بياناتها كـ”الإصلاح”، تؤيد العدوانَ على بلدها، حالياً هم يدفعون ثمن غلطتهم، وذلك لأن القيادات الكبرى غادرت البلاد، وبقية القيادات الدنيا التي راحت حصاد المعارك، ولقد خسرت الكثيرَ من هذه القيادات الدنيا؛ بسبب موقفها، بالإضافة إلى أن هناك مَن استغلهم من أصحاب المصالح الذين دفعوا بهم للمشاركة بما لا يليق بهم، ففقدوا الثقة بهم، وهم الآن يدفعون الثمن في كُلّ مكان في الـيَـمَـن وليس في محافظة مأرب فقط، وهذا ما سيفهمونه، حتى وإن حاولوا تجاهُــلَهُ اليوم سيفهمونه غداً، فالحربُ حصادُها الرجالُ، وحسب المعلومات التي لدينا، هناك قياداتٌ مهمة وفعَّالة عرفناها في السلم، وهي محسوبةٌ على بعض الأحزاب، شاركت في الحرب وفي صف العدوان ضد الـيَـمَـن، والتأريخ لن يغفر لأحد، ولن يرحمَ الخائن والعميل ومَن رمى بنفسه إلى التهلكة، وشارك العدوان على الأرض.
* كيف يقيم الشيخ محمد طعيمان موقف أبناء محافظة مأرب من العدوان السعودي الأمريكي على بلادنا؟
محافظةُ مأرب، ليست كلها مع العدوان، ولا يجب أن ينسبَ أحدٌ إليها تهمة العمالة ضد الوطن، ومن يؤيد العدوان ويقف معه، هم أشخاصٌ معينون، لهم ارتباطاتٌ سابقة مع السعودية، وهم الذين يخدمون العدوان بالمقابل، وَأعتقد أن فعاليات أبناء مأرب ومواقفهم وأدوارَهم واضحةٌ في الميدان وفي الإعلام، وتشهد لهم بأنهم ضد العدوان.
* محافظة مأرب هي أولى المحافظات الشمالية التي توافد إليها جنود الاحتلال ومرتزقته.
نحنُ في مأرب نشعُــرُ بالمرارة، مثلُنا مثلُ كُلّ الـيَـمَـنيين الأحرار الذين يأبون أن يُقصَفَ وطنهم، وأن تُدنس بلادهم بجنود الغزاة، لقد تألمنا كثيراً مما حصَلَ من وُجُود لقوات العدوان الغازية في مأرب، ولكن هذا الأمر تمَّت مواجهته من قبَل الجيش واللجان الشعبية، وبعون الله تم إجبارُ بعض القوات الغازية على الانسحاب، والمعاركُ المستمرةٌ، وبإذن الله ستنتهي قريباً بنصر الـيَـمَـن.
*هل من معلومات عمن يدير معارك العدوان في مأرب.. الغزاة أم المرتزقة؟.
حسب المعلومات التي لدينا، تم تشكيلُ غُرفة عمليات مشتركة، بقيادة ناس من المنطقة، وكذلك من قوات العدوان، وهُــم الذين يقومون بتحديد الأهداف وكُـلّ ما يتم استهدافُــه من قصف للمواقع والأماكن والمنازل، وهذه الغرفةُ المشتركةُ مهمتُها القيامُ بالدور نيابةً عن العدوان.
*ما طبيعةُ الدور الذي يقومُ به مشايخُ مأرب المتواجدون في الرياض؟.
بالنسبة للمشايخ المتواجدين في السعودية، أعتقد أن قسماً منهم ذهَبَ لإقامة الفعاليات والمشاركة وتقديم الخدمات للعدوان، وهناك قسمٌ منهم ممّن ذهب كنازح، متجنب للأحداث، والأيام القادمة كفيلة بكشف مواقف الجميع، و”الحنة” –الزعل والغضب- يجب أن لا تكونَ إلا على من له دور في العدوان، من تقديمه للخدمات أو تأييده العلني للعدوان، أما الإنسانُ الساكتُ وهو نازح، فهذا أعتقد أن أمرَه مختلفٌ وله حُكمٌ آخر.
*كيف كانت تتم عملية تجنيد مشايخ مأرب من قبَل السعودية؟.
ليست السعوديةُ وحدَها من قدّم الدعم واشترى المشايخ، فالإماراتُ أيضاً استقطبت المشايخ، ومَن كانوا يقومون بهذا الدور ويتولّون هذه الأمورَ هم لا يتجاوزون عددَ الأصابع، وليس كُلُّ المشايخ، فهناك مشايخٌ في بيوتها، والقليلُ مَن تم التغريرُ بهم، من بعض الأفراد الذين يذهبون معهم مقابل قوت يومِهم ومونتهم “ذخائرهم”، وما جاء في لحظته.. أما المشايخُ في مأرب فأغلبُهم والذين كانت لهم مقرراتٌ من السعودية، فحالياً تم قطعُها وتوقيفُها، باستثناء خمسة أو عشرة أشخاص هم مَن يتم التعامل معهم من قبلُ وحالياً، فقد اكتفوا بهؤلاء الأشخاص الذين يتولون توزيعَ هذه الأموال حسب العلاقات والمودة والارتباط الحزبي بالدرجة الأولى، وحتى أن المشايخ الذين في السعودية عندما ذهبوا لاستلام دعم من السلطات السعودية، قالوا لهم: إذهبوا إلى مأرب، فالدعم حقكم لدى المحافظ “العرادة”.
*هل هذا كُلّ ما قدمته دول العدوان لمحافظة مأرب؟.
ما هو الشيءُ الذي قدمه العدوان غير الموت؟!، فمأرب لا تزال هي مأرب، وأغلب مديرياتها ما زالت مرتبطة وتتبع صنعاء، الخدمات غير متوفرة، نظراً للحرب، مثل مديريات (صرواح، حريب القراميش، بدبدة، مجزر، حريب بيحان، وأجزاء من مدغل) وغيرها. أما الغزاة ومرتزقتهم هم في مديريات بسيطة بمحافظة مأرب وليس فيها بالكامل، تواجدهم في المجمع وفي مديرية الوادي ومأرب وبعض مديريات مراد.
أما بالنسبة للخدمات من قبل العدوان، هم لم يأتوا لبناء الـيَـمَـن، هم جاؤوا ليهدموا الـيَـمَـن وبُنيته التحتية، هدموا المدارس والأسواق والمستشفيات، ودمروا كُلّ ما يرتبط بحياة الناس.. العدوان أتى إلى مأرب بالسلاح وعلى ظهور الدبابات والمجنزرات، ولم يأتِ بخبراء ولجان لإقامة مشاريع، باستثناء ما أتوا به من “شوية” إغاثة للنازحين، ولمَن يرتبطون بهم فقط، أمَّا أغلب مأرب فلم يصلها شيءٌ من الإغاثة، والمعاناة ما زالت موجودةً في مأرب، فالبُنية التحتية مدمرة، والنفط يباع في السوق السوداء، وانفلات أمني كبير، وحتى المستشفيات أكثر ما يشتكون منها هم جرحاهم الذين يعانون ولا يجدون العلاجات في مأرب، وحتى الذين نقلوهم إلى شرورة عادوا يشتكون من سُوء المعاملة التي عاملوهم بها وما تعرضوا له من إهمال كبير وبعضهم تعرّض لبتر أعضاء من أجسامهم.
* كيف ينظر الشيخ محمد إلى أولئك الذين رفعوا أعلام الغزاة في مأرب؟
لقد كان يوماً أسودَ حين رُفعت أعلامُ دول العدوان على أرضنا وعلى جبالنا، فلم تشهد مأرب الهَوانَ مثلما شهدته في هذه الأيام من رفع للأعلام وجلب لأموال وقوات العدوان، لقد قالوا بأنهم يواجهون المد الإيراني، ولكنهم ركزوا – رفعوا – أعلامَ ورايات الاحتلال والغُزاة، أو منَ قالوا بأنهم أتوا لمساعدتهم لإعادة الشرعية للبلاد، فلماذا لم يركزوا عَلَمَ بلادنا بدلاً عن أعلام دول العدوان؟!.. إن أيَّةَ منطقة في الـيَـمَـن يصل إليها جنودُ ومرتزقة العدوان، فإنها في حُكم الاحتلال.
*برأيك يا شيخ لو انتقلنا إلى موضوع آخر.. من يتحمل مسئولية قطع امدادات النفط والغاز من محافظة مأرب؟.
النفطُ والغاز يوجد في مديرية مأرب الوادي، وهي تحتَ سلطة المحافظ وقيادة المنطقة (الشدادي، وغيره) والتي شكّلها العدوان، وهم المسئولون على هذه الأشياء، وأهلُ مأرب وغيرهم أبرياء مما يحدث، وأغلبهم موجودون في صنعاء، حيث يوجد منهم أعداد كبيرة من النازحين، ومَن تبقى في البلاد يتعرَّضون للتنكيل هناك في مناطقهم في ظل حكم الاحتلال.
*وثيقة الشرف القبلية التي يتم التوقيعُ عليها في مختلف المحافظات.. ما هي رؤيتكم حولها؟.
هذه الوثيقة جاءت لترُدَّ الاعتبارَ للقبيلة.. وهذا ما أعتبره أنه من أهم الخيارات الاستراتيجية، ولو فهم أعداءُ الـيَـمَـن ومرتزقتهم أبعادَ هذا، وأعتقد أنهم قد فهموا أن هذا الخيارَ أعظمُ من خيار السلاح؛ لأنك تحيي قيَماً وتُعيد الروح إلى القبائل الذين هُم جزء من الدولة، فكل قبيلة كانت أشبهَ بدويلة داخل الدولة، تخدُمُها وتساعدها في كثير من الأمور كالقيام بالمهام الأمنية والتكافل الاجتماعي، وغيرها من الأمور التي كانت تساعدُ على تماسك الدولة، قبل أن يتم استهدافُ القبيلة من قبل الأحزاب وأركان السلطة السابقة، فشنت حرباً ضد القبيلة لتمزيقها، بالإضافة إلى تأجيج قضايا الثأر من داخل الوطن ومن خارجه، وكانت تعاني القبيلة من هذه الأشياء، فجاءت وثيقةُ الشَّـرَف في الوقت المناسب.
* وكيف ينظر الشيخ محمد إلى البنود التي وردت في الوثيقة؟
المبادئُ التسعةُ التي شملتها وثيقةُ الشَّـرَف، هي موجودةٌ في قيمنا وفي قوانيننا، لم تأتِ بشيء جديد، فالأعرافُ القبلية وقوانيننا تجرّمُ الخائن والعايب لوطنه أو كُلّ مَن له علاقة أو يقدم الدعم اللوجستي والمخابراتي لجهة أجنبية ضد وطنه، وهو ما تحثنا وثيقة الشَّـرَف على تطبيقه من مبادئ، وسيكون القانون في المستقبل عند استقرار البلاد هو من سيتكفل بتطبيقها وتنفيذ أحكامها وهو ذاتُ القانون الذي سنخضع له جميعنا.
*نصيحة من القلب.. لمن تقدمها؟.
لأبناء وقبائل مأرب، فهم أحرارٌ وأصيلون، وبرغم ما حصل من تغرير بهم، إلا أنهم ليسوا كما يُشاعُ في الإعلام، لا والله ما هم دواعش كلهم، فالقيَمُ موجودةٌ فيهم وفيهم الأصالة، والنخوة، وما حدث هو أنه تم التغرير بهم من قبل بعض المشايخ وبعض الأحزاب الذين ورّطوهم في القتل والقتال، وصاروا جزءً من التضحيات، لكن أدعو المغرر بهم أن يعودوا إلى جادّة الصواب، يعودوا إلى وطنهم وقبيلتهم، وإلى ما يفرضه عليهم الواجبُ الوطني من محاربة الغزاة الأجانب.
*برقية شكر وتقدير.. لمن تبعثها؟.
أوجّهُ الشكرَ للجيش واللجان الشعبية على كُلّ ما يقدمونه من بطولات وتضحيات وثبات في ميادين الشَّـرَف والبطولة.. كما أحيي الشعبَ الـيَـمَـني العظيم على صبره وثباته وصموده التأريخي، رغم الحصار والقصف والمعاناة، إلا أنه في كُلّ يوم يزداد تماسكاً ويبعث برسائل الصمود في كُلّ مواقفه التي يعلن فيها وقوفه إلى جانب الجيش واللجان الشعبية، كما أدعو الـيَـمَـنيين للاستمرار في صمودهم، وليعلموا أن الصبرَ سيورّث النصرَ بمشيئة الله.