انتصارُ السماء
علي حمود الأهنومي
بعضُ الانتصارات والأحداث لا يستطيع الإنسانُ أن يتكلمَ عن حجمها أو أن يعبّر عن عظمتها، وخيرُ شاهد ما تم الإعلانُ عنه من معرض لصواريخ الدفاع الجوي، بمنظومات (ثاقب 1، 2، 3، وفاطر1).
لكن يمكنُ أن نذكُرَ بشيء من الأفكار المهمة والتي يجب أن يعيَها اليمنيون، رجالاً ونساءً، وهي:
1- أن الغربَ يتبعون طريقةً خبيثةً وذكيةً في التطور الذي حقّقوه في مجال الصواريخ والأسلحة… إلخ، وهي التهويلُ على الشباب العربي أنهم لا يستطيعون أن يخترعوا ويعملوا مثلهم، فزُرع الخوف والمهابة في قلوب العرب والمسلمين، مع أنها نظريات يمكن تطبيقُها وتطويرُها وتجريبُها في الواقع العملي، ونحن لا ننكرُ الجهدَ والعملَ الجادَّ والشاقَّ في تطوير أسلحتنا الردعية.
2- كما ننبّه إلى أن الدولَ المتطورة والتي تمتلكُ دفاعاتٍ جويةً ضخمةً، لا يمكن أن تمنعَ عن سمائها جميعَ الطائرات المعادية التي تخترق أجواءها، فيمكن أن يحدُثَ اختراقٌ هنا أَو هناك، ونحن كذلك، فعندما نسمعُ صوتَ طائرة أَو هزة صاروخ، ننتقدُ أَو نكذِّب أَو نقول: أين هي دفاعاتنا الجوية التي أُعلِنَ عنها.
3- هذا الانتصار الجللَ لم يحدث فجأةً، وإنما على سواعدَ بدأت العمل من تحت الصفر، وجاهدت وثابرت وأخلصت وأيقنت وعرفت بأن الله الذي فلق البحرَ للنبي موسى –عليه السلام- على كُـلِّ شيء قدير، ولولاهم لما شعرنا بالعزة واكتسبنا المَنَعةَ من أعداء الله.
4- لا يجب أن نحملَ شعوراً حُنَيناً، فيعاقبنا اللهُ ويجعل الانتصارَ ينقلِبُ رأساً على عقب، وننسى اللهَ تماماً، وننظر إلى أنفسنا نظرةَ عجب وغرور بما تحقّق، يقول اللهُ تعالى: (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأرض بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ).
5- من دلالات تسمية المعرِض بالشهيد عبد العزيز المهرِّم، أنه ليس كما يدّعي البهائم بأن الصواريخ من إيران، وأنها مهربة، فالصنع والتطوير كان وما زال بأيادٍ يمنيةٍ مخلصة درست وطبّقت واتكلت على الله، يقول تعالى: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ).