كمين “غامض” يستهدف تعزيزات للاحتلال السعودي في المهرة وسقوط قتلى وجرحى
القبائل تتهم المرتزق “باكريت” ومليشيات “الانتقالي” وتجدّد المطالبة بخروج الاحتلال:
المسيرة | خاص
قُتل وأُصيب عددٌ من عناصرِ مليشيات الاحتلال في محافظة المهرة، جراء كمين مسلح استهدف تعزيزات سعودية قدمت إلى المحافظة، وسط غموض ما زال يُحيط بالجهة المسؤولة عن الكمين، حيث اتهمت جهات تابعة للاحتلال القبائلَ المناهضة له، فيما نفت الأخيرةُ أن يكون لها أيةُ علاقة بذلك، وحملت المحافظ المقال المرتزِق راجح باكريت، المسؤولية، وأشارت بأصابع الاتّهام إلى مليشيات “المجلس الانتقالي”.
وأفادت مصادرُ محلية وإعلامية بأن ثمانيةَ جنود على الأقل، سقطوا قتلى، فيما أُصيب آخرون، جرّاء هجوم مسلح مباغت استهدف تعزيزات عسكرية تابعة للاحتلال تضم قوات سعودية ومليشيات محلية.
وأوضحت المصادرُ أن الهجومَ وقع في مفرق “فوجيت” بين منطقتي حات وشحن، وأدّى إلى تدمير وإعطاب آليتين عسكريتين.
وأشارت عدة مصادر إلى أن الهجومَ تم باستخدام صواريخ موجهة، أصابت التعزيزات السعودية وهي في طريقها إلى منفذ شحن، الذي يشهد توتراً متصاعداً هذه الفترة، حيث كانت قواتُ الاحتلال قد اقتحمته قبل أيام.
وكان مسؤول التواصل الخارجي في لجنة اعتصام المهرة المناهضة للاحتلال، أحمد بلحاف، قد كشف، مساء أمس الأول، أن “قوات الاحتلال السعودي بمحافظة المهرة مع وجود ما يقارب 30 عسكرياً من قواتها، والعشرات من المليشيات قامت بإدخال كرفانات إلى منفذ شحن، في انتهاكٍ جديدٍ لتحويله إلى ثكنة عسكرية وإحكام السيطرة عليه”.
وسائل الإعلام الموالية للاحتلال السعودي، تناولت الهجومَ مع اتّهامات مبطنة للقبائل المناهضة للاحتلال، مذكرةً بالمواجهات التي اندلعت قبل أيام بين القبائل وقوات الاحتلال عند منفذ شحن الحدودي، بعد أن قام الاحتلالُ بالاعتداءِ على مواطنين رفضوا قراراته التي فرضت قيوداً على المواد والمعدات التي يستوردونها عبر المنفذ.
لكن القبائلَ نفت مسؤوليتها عن الهجوم، وقالت في بيان باسم لجنة اعتصام المهرة المناهضة للاحتلال: إنه لا علاقةَ لها باستهداف أية مليشيات أَو قوات، معبّرةً عن استنكارها للانفلات الأمني الذي تشهده المحافظة، وجدّدت المطالبة بخروج الاحتلال وميليشياته.
وحمّلت قبائلُ المهرة المرتزِق “راجح باكريت” الذي كان محافظ المحافظة المعين من حكومة المرتزِقة قبل أن تتم إقالتُه قبل أيام، المسؤولية الكاملة عما يحدث في المحافظة؛ لأنه من قام بتشكيل المليشيات المسلحة طوال فترة عمله.
وأشَارَ بيان القبائل إلى أن الهجومَ جاء ردًّا من قبل المرتزِق باكريت ومليشيات “المجلس الانتقالي” على قرارِ إقالته، مستشهدةً بـ”الحملات الإعلامية” التي يشنها القياديُّ في “الانتقالي” المرتزِق هاني بن بريك، على قرار الإقالة.
وكان المرتزِق بن بريك وعدد من قيادات ونشطاء الانتقالي، قد أبدوا بوضوحٍ انزعاجَهم من قرار حكومة المرتزِقة بإقالة المدعو “باكريت” من منصب المحافظ، واعتبروا ذلك “خرقاً” لما يسمى “اتّفاق الرياض” الذي ثبت فشلُه ولم ينفذ منه أيُّ شيء.
واعتبر ناشطون محليون أن الانزعاجَ الذي أبدته مليشيا الانتقالي من إقالة “باكريت” كشف حقيقة علاقته بها، إذ كان له دور في مساعدتها على الانتشار وتشكيل أذرع عسكرية لها داخل المحافظة طوال الفترة الماضية.
ووسط هذا الغموض الذي يحيط بالجهة المسؤولة عن الهجوم، يبدو بوضوح أن التوترَ في المحافظة يتجه للتصاعد، وأن الانقسامات بين أدوات الاحتلال قد تزداد.
كما أنه من المرجح أن يُصعّد الاحتلالُ من تحَرّكاته واستهدافه للقبائل المناهضة له، تحت مبررات سبق وأن حاول تسويقها عقب المواجهات التي دارت مؤخّراً عند منفذ شحن، حيث وصف القبائلَ بأنهم “متمردون ومخربون”.
هذا ما أشار إليه أَيْـضاً مسؤولُ التواصل الخارجي بلجنة اعتصامات المهرة، أحمد بلحاف، أمس، حيثُ قال إن هناك “مخطّطاً خطيراً بدأ يدخل حيز التنفيذ، يهدفُ إلى ضرب أمن واستقرار المهرة”، ملمحاً إلى أن الغرضَ من جر المحافظة إلى مربع الاقتتال هو إلهاء أبنائها الأحرار عن هدفهم الرئيسي المتمثّل بخروج الاحتلال السعودي.