جمعةُ رجب الأغر.. هُـوِية إِيْمَانية أصيلة
إكرام المحاقري
جاءت الذكرى الأقرب إلى قلوب اليمنيين، وجاء معها عيد خاص بهم وبشعائرهم الدينية الأزلية، منذ عبروا بوابة الدين الإسلامي الحنيف، حيث سمي هذا العيد بـ”عيد جمعة رجب”، فيه يبتهل الشعب العريق بإقامة شعائر دينية خَاصَّة به، وبيوم كان يومَ عزٍّ لليمن وأهل اليمن، وما زال حتى اليوم.
وبين كُـلّ ذلك قصص أحاديث ومواقف لطالما أدرجها اليمنيون على قائمة إحيائهم لهذه الذكرى، التي تأصلت وتفرعت منها هُـوِيَّتهم الإِيْمَانية الأصيلة، لا سيما ونبراس هذه الذكرى هو الإمام علي -عليه السَّلامُ-، ومن قبله هو ذاك الوسام الساطع الذي توسمه اليمنيون على مرِّ عصور التاريخ، ذلك هو قول النبي -صلواتُ الله عليه وآله-: الإِيْمَان يمان والحكمة يمانية.
هناك العديدُ من الثقافات المغلوطة والدخيلة على اليمنيين خُصوصاً، والمسلمين بشكل عام، أراد بها أعداء الأُمَّـة السيطرة التامة على معتقدات المسلمين، بحيثُ تكون متجذرة مما يألفه علماء الوهابية المحسوبون على الكيان الصهيوني، هناك من سقط لبعده عن القرآن الكريم وانخدع بما قدمه أولئك من ضلال باسم الدين، وهناك من تمسك بهُـوِيَّته الإِيْمَانية رغم العواصف العاتية والتي تمثّلت في الحرب الثقافية الشاملة.
فلنستلهم من التاريخ عظيم ما قدّمه الشعب اليمني؛ من أجل الدين منذ أيام الأوس والخزرج “الأنصار”، إلى أيام تسليمهم المطلق لما جاء به الإمامُ علي من دون منازع ومن دون أيِّ تردّد، كذلك لم يتغير شأنُ اليمنيين الصادقين إلى أيامنا هذه؛ فمن أجل الدين بذلوا الغالي والنفيس؛ ومن أجل كرامتهم بذلوا دماءَهم، وتمجيَدًا لهُـوِيَّتهم الإِيْمَانية انتصروا على ثقافات طاغية وعملية بغض النظر عمن تنصّل عن تلك الهُـوِيَّة المجيدة، واختار لنفسه سبيل الهوان.
فجمعةُ رجب الأغر تحملُ في طياتها الكثيرَ والكثير من العِبر التاريخية، والتي تُعتبر مدرسةً للشعب اليمني يتعلم منها أين يجب أن يكون وكيف يحافظ على هُـوِيَّته الإِيْمَانية، ويتعلم منها العدوّ أين يجب أن يضع نفسه في حضور الشعب اليمني العريق..