حتى يستمرَّ تصاعدُ الردع وفرص الانتصار
سند محمد الصيادي
ثمة تطورٌ ملحوظٌ وَمتصاعدٌ بخُطَىً ثابتةٍ ومدروسة في تعزيز القوة العسكرية اليمنية بالتزامن مع تفوق عملي في مضمار المواجهة البرية مع العدوان ومرتزِقته، وَثبت هذا في أكثر من جغرافيا على امتداد الأرض اليمنية، وهذا بالمقياس المادي يمثل تغيرا واضحا في معادلة المعركة، هذا التغير دفع الكثير من محللي الدفع المسبق وغيرهم من خبراء الاستراتيجيات العسكرية الموالين للمعتدي أن يرفعوا أقلامهم عن المزيد من التحليلات التي ثبت فشلها، في انتظار ما ستؤول إليه النهايات.
في المقابل تعالى الصوتُ اليمني المقاوم في توصيف واستعراض ما كان وَما أصبح عليه الحال، وهذا حقٌّ وَيندرج في إطار الفخر وَالتباهي وَالحرب المعنوية التي لا تقل أثراً عن ما يجري في الجبهات، ولكن يجب أن لا نذهبَ في نفوسنا وقولنا بعيداً في الرهان على هذه الموازين في الصراع غير تلك التي بدأنا بها حربنا وقبل كُـلّ تغير مادي، بل وكنا فيها لا نملك سوى البندقية وبضع مخازن من الذخيرة، ورغم ذلك كان الصمود حاضراً بذات الوتيرة.
ما أعنيه هو أن علينا كجمهور وَنخب أن نتذكر دوماً أننا نحمل القرآن كمنهاجٍ أبديٍّ لمسيرتنا، وفيه عِبَرٌ لا يجوز لنا تكرارُها لأمم خلت، انتصرت في ضعفها المادي وَانكسرت في قوة عددِها وعتادها، والسبب أنها ركنت على حجم الفارق وتناست أنه لم يرجح كفة عدوها في أكثر من موقعة، لذا لا يجب أن يكون إعجابنا بتغير المقاييس المادية على حساب الروحية التي صنعت هذه التحولات، وكذلك روحانية الموقف الذي نضع أقدامنا على أرضيته بتأييد إلهي كان له الفضلُ الأول والأكبر في ما حدث وَيحدث.
علينا العودة مع كُـلّ عُجب إلى الله وَهذا الكتاب العظيم، ولنردِّدَ في سرنا وعلننا تلك الكلمات التي يحرص قائدُ مسيرتنا على نفاذها إلى مسامعنا بأن اللهَ وحدَه من فعل كُـلّ هذا، فاستحق منا المزيدَ من الابتهالات شكراً وحمداً وتعزيزاً لصلة به وحثاً لتحَرّك وبذلاً لجهود وصلاحاً لأعمال، تتسارع معها فرص النصر وَترتقي بنا إلى مرتبة التقى والرضوان الإلهي العظيم.