عندما يجاهر الامريكيون بدعمهم للجرائم السعودية ” تحليل “
عندما يجاهر الامريكيون بدعمهم للجرائم السعودية ” تحليل ”
قبل أيام قليلة أشاد قائد القيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية الجنرال تشارلز براون بالعمليات التي يقوم بها التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، وعبر عن إعجابه بالعمليات الجوية التي يقوم بها الطيارون السعوديون، وصرح براون بأن سلاح الجو الأمريكي يتعاون مع القوات السعودية في مجال التدريب، واستطرد قائلاً “أسلوب تفكيرنا واحد”.
ولا عجب اذا اشاد الامريكيون بالسياسات السعودية وعدوانها؛ لأن هذا البلد قد دخل منذ اكثر من 200 يوم في حرب شاملة وهي حرب بالوكالة تدر على الامريكيين مليارات الدولارات النفطية السعودية من الخزانة التي كان من المفترض ان تكون مسخرة لحل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي يعاني منها الكثير من السعوديين.
ان اشادة الامريكيين بالسياسة السعودية ليست مستغربة فالرياض قد نفذت الاجندة الامريكية في المنطقة قبل حرب افغانستان وبعدها بأفضل طريقة ممكنة والجميع يتذكر المساعدات السعودية لطالبان والقاعدة في وقت تجاهلت الرياض الحروب التي يشنها الكيان الاسرائيلي على الفلسطينيين وهادنت الاسرائيليين.
لقد قدمت الریاض دعما مالیا ولوجستیاً کبیراً للإرهابيين الذین یقاتلون في سوریا تنفيذا للمخططات الامريكية وزودتهم بالسلاح الامريكي فلماذا لا يشيد الامريكيون بالسعوديين؟ ان امريكا تبيع الان اسلحتها وتقف متفرجة على الحرب من دون ان يصيبها شيء وتراقب تنفيذ خطتها في المنطقة والتي فشلت في تنفيذها في عام 2006 ابان حرب تموز.
ورغم ذلك لا يمكن فهم قول تشارلز براون بأن الامريكيين والسعوديين لديهم اسلوب واحد في التفكير لأن امريكا التي ترعى الارهاب في العالم تختفي وراء شعارات دعم الحرية والدفاع عن المظلومين في حين تجاهر السعودية بدعم الارهاب علنا وتعاقب من يخالف سياساتها.
ان افضل مثال للفرق بين اسلوبي تفكير الامريكيين والسعوديين هو غزو العراق فالأمريكيون احتلوا العراق تحت ذريعة وجود اسلحة الدمار الشامل وقتلوا مئات الالاف من العراقیین الذين أدعوا أنهم جاؤوا لإنقاذهم لكن الامريكيين كانوا دائما يبحثون عن ذرائع للتغطية على جرائمهم على العكس من السعودية.
ورغم هذا لم يستطع الامريكيون بلوغ اهدافهم في التستر على وحشيتهم فالعالم قد رأى صور عمليات التعذيب التي مارسها الامريكيون في أبوغريب لكن الماكينة الاعلامية الامريكية الضخمة قد سعت الى التمويه وتضليل الرأي العام العالمي.
اما السعوديون فقد ارسلوا الاسلحة الى الجهات التي يدعمونها في المنطقة سرا وعلانية كما ارسلوا الوهابيين ودعموا العمليات الانتحارية وخططوا للفتن الطائفية والقومية والحروب الداخلية وساهموا مع الامريكيين في إيجاد تنظيم داعش الارهابي كما اعترف بذلك عميل المخابرات المركزية الامريكية السابق ادوارد سنودن.
وقامت الریاض بدعم الجماعات الارهابیة في سوریا بشکل فاضح مالیا ولوجستیاً وتسلیحیاً وشجع علماء الوهابیة بشكل مستمر الشباب على الانضمام للمسلحين في سوريا تحت عنوان الجهاد وقاموا بدعمهم.
ان ما يسر الامريكيين من السیاسات السعودية هو شراء الاسلحة الامريكية بكميات كبيرة الى جانب باقي دول مجلس التعاون التي تخصص المليارات من الدولارات لشراء الاسلحة وهي دول تمتلك الطائرات والسفن الحربية والصواريخ لكنها غير قادرة على صنع رصاصة واحدة للمسدسات التي تمتلكها ولذلك لاتجد امامها خيار سوى اللجوء الى معامل شركات الاسلحة الامريكية التي تلعب دورا هاما في السياسات الامريكية.
واخيرا يجب القول انه في الوقت الذي تحتفل فيه امريكا بدور عملائها في قتل الشعوب وسفك دمائهم يجب عليها ان لا تنسى بأن الشعوب الحرة في اليمن وسوريا وفلسطين تستعد ايضا للاحتفال بانتصارها على المخططات الامريكية حتى اذا طال الزمن لأن التاريخ والتجارب قد اثبتتا بأن النصر هو حليف الأحرار دوماً.
موقع الوقت التحليلي