نوايا أمريكا المبيّتة خلف إتلاف دفاع الجو اليمني
محمد زيد العربة
من يومٍ لآخر والجبهة الأمنية تفاجئ الشعبَ اليمنيَّ وتربك الأعداءَ بالإنجازات التي تحقّقها تباعاً، تارة بكشف الخلايا النائمة وقطع أيدي العمالة التابعة لقوى العدوان، وتارةً أُخرى بما خفي عن اليمنيين من عمالة النظام السابق وارتهانه للقوى الأمريكية، ما يبيّن مدى المؤامرات الممنهجة التي كانت تُحاك ضد الشعب اليمني.
ففي العام 2005 وبينما كان النظامُ السابقُ بقيادة الخائن عفّاش، يخوض معركة أمريكية بامتياز ضد أبناء الشعب في محافظة صعدة لإسكات الصوت الجهادي الرافض للتبعية لأمريكا، والذي ارتفع صداه من جبل مران بالغاً الأرجاءَ، لم تكن دوافعُ العدوان على الشهيد القائد السيّد حسين بدرالدين الحوثي وكل من ناصر المنهج القرآني وطنيةً ولم تكن أَيْـضاً دينيةً، كما أنها لم تكن ضد المجوس والروافض حسب الشائعات التي كانت ترددها أبواق النظام آنذاك، بل كانت تنفيذاً لرغبة أمريكية بحتة، خصوصاً بعد أن رأت هذه القوى أن المنهجَ القرآني الذي صدع به السيّد حسين بدرالدين الحوثي منهجٌ يكشف الحقائقَ ويفضح المخطّطات وَيبين الدورَ الذي تسعى إليه في اليمن بشكل خاص والمنطقة العربية ككل.
وفي ذات الوقت وفي نفس العام، كان الخبراء الأمريكيون وبمساعدة من النظام السابق قد بدأوا بجمع أسلحة الدفاع الجوي من اليمن، بذريعة أن لا تصل إلى تنظيم القاعدة، إلّا أن السببَ الحقيقي على ما يبدو هو سحبُ الأسلحة الدفاعية والباليستية وتفكيكها وإتلافها؛ بغيةَ جعل الشعب اليمني خانعاً ومطيعاً للأوامر فقط، حيث فشلت في إركاعِ الشعب اليمني وَنجحت في إتلاف السلاح، حيثُ بدأت عمليةُ إتلاف الدفعة الأولى من صواريخ الدفاعات الجوية وَتفجيرها بمنطقة الجدعان بمحافظة مأرب، بتاريخ 28/2/2005م بعدد “1078” صاروخ سام 7 ستريلا وعدد “62” صاروخ سام 14 وعدد “20” صاروخ سام 16 بإجمالي “1161” صاروخاً تم تدميرُها، فيما كانت عدد القبضات الخَاصَّة بإطلاق صواريخ الدفاعات الجوية المحمولة على الكتف والتي تم تدميرها “13” قبضة، وعدد بطاريات الصواريخ والتي تم تدميرها “52” بطارية، وهناك فيديو توثيقي لعملية التدمير والإتلاف سيتم توزيعه على وسائل الإعلام المختلفة.
ثم تبعها عملية تدمير وإتلاف الدفعة الثانية من صواريخ الدفاعات الجوية بتاريخ 27/7/2009م في قاعدة عسكرية بوادي حلحلان بمحافظة مأرب بعدد “102” صاروخ دفاع جوي، معظمها صواريخ سام وعدد من القبضات الخَاصَّة بإطلاق صواريخ الدفاعات الجوية المحمولة على الكتف، ليصل عددُ صواريخ الدفاعات الجوية وقبضات الإطلاق المحمولة على الكتف وبطاريات الصواريخ التابعة للجيش اليمني التي تم تدميرُها عبر الاتّفاق بين الولايات المتحدة الأمريكية والخائن علي عبدالله صالح وابن أخيه، إلى “1263” صاروخاً و”52″ قبضة و”103″ بطاريات.
وهكذا تتضح الصورة جلياً وتظهر معها اليد الأمريكية التي تُبين الجذور الممتدة للعدوان على اليمن، وما عمليةُ إتلاف الصواريخ اليمنية وإصابة المنظومة الدفاعية بالشلل سوى تنفيذٍ لمرحلة أولى من مخطّط واسع لشن العدوان على اليمن، وَتمهيد للعدوان الحالي الذي نفّــذته السعوديةُ لقتل الشعب اليمني.
في الجهة المقابلة وعلى الرغم من كُـلِّ هذه الخطوات الأمريكية لحلحلة السلاح اليمني والتي تبعها عمليات تفكيك وهيكلة لما تبقي من أسلحة وصواريخ باليستية في ظل حكم الخائن هادي، إلّا أن القدرات الجوية اليمنية وبعد مرور أربعة أعوام من العدوان أثبتت جدارتها وباتت تمتلك قدرات جوية متطورة وواسعة، قدرات قلّصت من مخطّطات القوى الأمريكية بل وأفشلتها وأثبتت بمعادلة التطور الملحوظ مع جميع الوحدات العسكرية الأُخرى أن الشعبَ اليمني إرادةٌ لا تقهر وعزيمة لا تنكسر.