نكثُ العهود والمتضررُ الوحيد
محمد أمين الحميري
رغمَ أحقية الجيش واللجان في تحريرِ كُـلِّ منطقة تسيطرُ عليها قوى العدوان ومرتزِقتهم دون أية اعتبارات مسبقة، إلا أن خيارَ الهجوم لا يأتي إلا بعد نكث العهود من قبلهم، وهذا ما حصل في نهم، وقبلَها في العديد من الجبهات في حجور وفي الضالع و…، وربما يكونُ قريباً في الحديدة؛ بسَببِ الخروقات المتكرّرة لاتّفاق ستوكهولم، وفي هذه الاتّفاقات من الحكمة ما يُظهِرُ خسةَ ودناءةَ العدوان ومرتزِقته وأنهم لا عهدَ لهم، وهو طريقةٌ جيدةٌ لاستنهاض المغرَّر بهم للوقوف في صف الحق أَو عودة المخدوعين للصواب، فيأتي الهجومُ وقد استنفدت القيادةُ كُـلَّ المباحثات السلمية التي تهدفُ لحقن الدماء، وينفَـــدُ صبرُ الناس من الممارسات الإجرامية والاختراقات الخطيرة، ولم يعد أحدٌ يطيقُ الضررَ المترتبَ على أي صُلح واتّفاق والسببُ الطرفُ الآخر، ومن هنا يأتي الضربُ الموجِعُ من قبل قوات الجيش واللجان وحسمُ الأمور لصالح الوطن والجمهورية ومشروع الحرية والعزة والاستقرار للشعب.
الأمور تمضي بميزان الشرع والعقل والسنن وليس بدافع الهوى والحُمق، فحتى لو كانت السلطةُ في صنعاء صاحبةَ حق، فهي ترى أنه لا بد من العدل والصبر حتى في التعامل مع العدوّ من موقع العزة والقوة.
وهذا ما لم تفهمه قوى العدوان ومرتزِقتها، والتصعيد العسكري -الذي تحرصُ عليه السعودية رغمَ مبادرة تحقيق السلام التي أطلقها المجلسُ السياسي الأعلى- هو في هذا السياق (عدم الوفاء بالعهود)، والمتضررُ الوحيدُ في الأخير سيكون هم، فاليمن لن يظلَّ في موقف المتفرج أمام الاختراقات المتكرّرة، وأمام الجرائم التي تستهدفُ المدنيين وأمامَ الحصار الجائر.
ومن غير المستبعَد -أمام هذا التصعيد الذي نشاهدُه اليوم وأمامَ هذا الاستخفاف السعودي- أن نرى التصعيدَ المقابِلَ من الجيش واللجان والقوة الصاروخية والدفاع الجوي الذي سيدخُلُ المعركةَ بقوة خلال المرحلة القادمة بعون الله، وحينها ستعلمُ السعوديةُ علمَ يقين أن أسوأَ قرارٍ قد اتخذته هو في المشارَكةُ في العدوان على اليمن؛ نتيجةَ ما سيترتب عليه من آثارٍ كارثية، حتى الآن لم يلحق السعودية من هذه الآثار إلا القليلُ، والقليلُ جِـدًّا.
“وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُون”..