نظرة إلى خطاب السيد القائد في مناسبة جمعة رجب 1441هـ

 

محمد عيسى

توصيف الخطاب: كان خطابُ السيد القائد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي، في هذه المناسبة، خطاباً متميزاً عن خطاباته السابقة خلال 15 عاماً مضت من عمر المسيرة القرآنية.

– هذا الخطابُ المهمُّ والمتفرِّدُ عكس أهميّةَ المناسبة (جمعة رجب) لدى القيادة الحكيمة وإدراكها لدورها وأثرها في بناءِ شعبنا، وترسيخ هُــوِيَّته وعوامل القوة فيه.

– هذا الخطابُ اختزل فيه السيّدُ القائد -يحفظه الله- تجاربَه السابقة وخبرته التراكمية في التربية والإرشاد وقيادة الأُمَّــة وهدايتها، إضافةً إلى ما وهبه اللهُ من علم وقدرات، وقدَّم لنا فيه خلاصةَ القول والحقيقة الصافية في خطاب لن يتكرّر في عصرنا الحاضر.

– تميّز هذا الخطابُ بسهولته وتدرجه وحسن تقسيمه، رغم أنه تطرّق لعدة جوانب شائكة.

– لقد كان خطاباً للقلب والنفس (الضمير)، خطاباً للعقل الواعي واللاواعي، خطاباً للفرد، خطاباً للشعب، خطاباً للأُمَّــة الإسلامية كلِّها.

– فيه جوانبُ كثيرة، فهو خطاب تربوي توعوي تثقيفي، وهو أَيْـضاً خطاب سياسي، اقتصادي، عسكري.

– وهو خطاب فلسفي اجتماعي واقعي متوَّج بالقرآن.

– وهو خطاب مستقبلي حضاري.

– وهو كذلك خطاب مفصلي في هذه المرحلة الزمنية للأُمَّــة الإسلامية، وللشعب اليمني على وجه الخصوص.

الحديث عن الإيْمَــان: عندما تحدّث -يحفظه الله- عن الهُــوِيَّة الإيْمَــانية لشعبنا اليمني، تطرَّق للحديثِ عن الإيْمَــان وأثره في واقع الأُمَّــة كلِّها، ليس بطريقة الخطباء والمتكلمين، بل بأسلوب عذب صادق تلمس أنه نابع من إيْمَــان حقيقي راسخ، ومن تجربة واقعية ملموسة.

– شخَّص الأمراضَ التي تفتك بالأمة وتكبلها متدرجاً في شرحه لمفهوم الإيْمَــان من العموم إلى فئة المنافقين، إلى أن وصلَ لمعاجلة مشكلة الإيْمَــان غير الواعي الذي لا يتحمل الفرد فيه المسؤولية، مسمياً إياه (إيْمَــان الأعراب).

– بيّن الخللَ والخطورة، وأوضح المفاهيمَ الصحيحة بأسلوب مقنع بدون تهجم ولا سخرية من أحد، وربط ذلك بواقعنا اليمني وواقع الأُمَّــة من حولنا.

– هكذا أولياءُ الله أعلام الهداية رحمة للأُمَّــة، هداية للناس، نعمة للبشرية، كما كان رسول الله -صلّى اللهُ عليه وآله وسلّم- (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ).

أهميّة هذا الخطاب: تكمن أهميّةُ هذا الخطاب في محتواه وما عالجه من نقاط خلل في الأُمَّــة، وفي التوقيت المرحلي بعد الانتصارات الكبيرة التي حقّقها اللهُ تعالى على أيدي أوليائه، وبعد الفضائح المتتالية للخونة وعملاء اليهود والأمريكان، سواءً في يمن الإيْمَــان والحكمة أَو في سائر أمتنا الإسلامية، ويمكن تفصيلها كالتالي:

1- أنه خطابُ استنهاضٍ للفرد وللأُمَّــة للقيام بدورها ومسؤولياتها.

2- أنه وضع الركائز الأَسَاسية والمهمة لمستقبل اليمن والأمة الإسلامية.

3- أنه أتى في مرحلة تحوُّل نحو بناء اليمن الحر المستقل.

4- أنه أرسى مداميك القوة والعزة للاستقلال وبناء حضارة إسلامية عظيمة.

5- أنه خطاب علاجي عملي مترجم إلى برامجَ عمليةٍ في كُـلّ المجالات الإيْمَــانية والثقافية والاقتصادية والسياسية والعسكرية.

أخيراً: يجب أن يدرك شعبُنا اليمنيُّ عظمةَ نعمة الله علينا بهذا العلم الهادي والرمز القائد الحكيم صانع ملحمة الصمود اليماني والنصر والعزة والتحرّر، وأن نشكرَ اللهَ بالاستجابة العملية لكلِّ إرشاداته وتوجيهاته التي فيها فوزنا وفلاحنا في الدنيا والآخرة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com