الهُــوية الإيمانية بين التحريف والانحراف
يوسف نشوان
لعلَّ الهُــوِيَّة الإيْمَــانية للشعب اليمني، هي أهمُّ ما يميزه من بين شعوب الأرض، والتي تنعكس في كُـلِّ تفاصيل حياته.
فهي متجذرة، ومترسخة عبر التاريخ، وتداولها الآباءُ والأجدادُ جيلاً بعد جيل، وبكلِّ ما تُمثّله من السمو والعظمة في كُـلِّ جوانبها.
ها هي تُستهدف اليوم من قبل أعدائنا فلماذا، وما هي طبيعة هذا الاستهداف، وكيف يجب مواجهة ذلك؟!
أولاً الهُــوِيَّة الإيْمَــانية تُستهدف؛ لأَنَّها تحوي أخلاقاً، ومبادئَ نبيلةً، وقيماً سامية، بالإمْكَان أن نقول: إن بعضَ تعبيراتها هي ما يتمتع به شعبُنا من العزة، والشجاعة، والكرم، والإيثار، ورفض الظلم، حيث تمثل الهُــوِيَّة الأصلية لهذا الشعب، وقيمها تنعكس في روحيته، وواقعه في الحياة، فهي كرامة، وعزة، ومنعة، واستقلال قائم على التحرّر، وعدم القبول بالخضوع، ولا الاستعباد لأيِّ أحد.
لهذا يدرك الأعداءُ أهميّةَ أن يستهدفوا هذه الهُــوِيَّة ليسهل عليهم السيطرة على الشعب، فهم إن أفقدوا الناسَ هذه الهُــوِيَّة بما تمثله من الأخلاق والمبادئ والقيم السامية والعظيمة، أفقدوهم حريتهم، وقتلوا فيهم كُـلَّ مشاعر الغيرة، والكرامة، والاستقلال، وكل ما يمثل للإنسان فطرته السليمة من نبل، وإرادة خير، وعيش كريم؛ لذلك الأعداءُ يسعون اليوم كما أشار السيّدُ القائد لاستهداف الهُــوِيَّة الإيْمَــانية باتّجاهين:
الأول: هو التحريف، والثاني: هو الانحراف، وكلاهما معولا هدمٍ، وممولهما واحد.
فالتحريفُ يلعب التكفيريون الدورَ الرئيسي فيه بتحريف الهُــوِيَّة تحت العنوان الديني فيحرفون القيم، ويزيفون الحقائق، ويبدّعون العادات، والتقاليد، والمناسبات الدينية، ويطمسون كُـلَّ المعالم الإسلامية ويكفّرون كُـلَّ من يخالفهم في هذا، والأمثلة على ذلك كثيرة وواضحة، والهدفُ من كُـلِّ ذلك طمس كُـلّ معالم هذه الهُــوِيَّة الإيْمَــانية.
الاتّجاه الثاني الانحراف، عن طريقِ نشر الرذيلة، وإفساد وتمييع شباب وشابات الأُمَّــة، من خلال شبكات يديرونها تعمل بشكل منظم، وبمختلف الوسائل، للترويج للفساد والدعارة، ومن هنا يتحقّق لهم هدفُهم في السيطرة على العنصر الرئيس في المجتمع، والذي يُبنى عليه كُـلُّ آماله وتطلعاته، وبإفساده يعيش حالةَ الانفلات، والتميع، وإشغاله عن أيِّ اهتمام بأمر شعبه وأمته، وما تمرُّ به من تحديات وأخطار، وبهذا يضمنون السيطرةَ عليه في تفكيره، وتوجّـهاته، وسلوكه في الحياة.
ما يتوجب علينا اليوم كشعب شهد له الرسولُ بالإيْمَــان والحكمة، هو أن نحافظَ على هذا الإيْمَــان والأخلاق والمبادئ، وأن نسعى للتوعية بها واعتماد البرامج العملية في ذلك، وهذه مسؤولية (العلماء – والمثقفين – والإعلاميين) للتعريف بهذه الهُــوِيَّة، وتعزيز كُـلّ عوامل القوة في مواجهة هذا الاستهداف بأشكاله المتعددة في كُـلّ المجالات الإعلامية، والسياسية، والثقافية، والدينية، وغيرها، وهذا هو ما يحفظ لشعبنا تماسكه، وصلابته، ويتوقف عليه الفلاح، والنصر، والتأييد.