ما بين خذلان الأمس وانتصار اليوم
أمل المطهر
ليس من العجيبِ أن ترتسم تلك الابتسامة العريضة على وجه المرأتين الأمريكيتين، بعد تدمير صواريخ دفاعنا، بل من الطبيعي جِـدًّا إن رأيناهن يرقصن فرحاً، فقد وجدن عملاء مخلصين إلى درجة التماهي والذوبان لتنفيذ أوامر أمريكا ومشاريعها، وأعتقد لو أن الوفدَ الأمريكي لمكتب إزالة الأسلحة الأمريكية طلب من عفّاش وابن أخيه، أن يربطوا أبناءهم ونساءهم في تلك الصواريخ ليتأكّـدوا من إخلاصِهم، لما تردّدوا لحظةً واحدة.
قمة الخذلان من الله تعالى وقمة الحقارة والتدني إلى قاع القاع، وصل إليها الرئيسُ الخائن لوطنه ومن حوله من أقربائه وحاشيته، فلم يكن متوقعاً أَو مسايراً لطبيعة البشرية السوية أن يصلوا إلى هذه الحالة المقززة من التنكر لكلِّ المبادئ والقيم والأخلاق، لكن بدايةَ الانحراف مهما كانت بسيطةً هي من تصلُ بك إلى أعلى درجاته وحالاته، فمن بداية قبولهم بأمريكا ووضع يدهم في يدها وقبولها كمتطفل على كُـلّ خصوصيات اليمن والتعدي على سيادته وثرواته، وهم ينزلقون إلى الحضيض ويتجردون من أي انتماء بشري.
فكيف للإنسان السوي أن يقبلَ بأن يدمّر أسلحة دفاعات وطنه والتي تحمي أبناءَ شعبه، وهو يعلم علمَ اليقين بأن هذا الشعب وهذا الوطن مستهدف ومتوقع في أي لحظة أن يهجم عليه العدوُّ هجمةً شرسة، لقد أصبحوا أقرب إلى الدواب التي تسيرها غرائزها وتروضها عصى سيدها؟!.
واتضح أنها دراسة دقيقة يختار فيها الأمريكان الحكّامَ الذين سيكونون عوناً لها في تدمير أوطانهم، وهذا ما أثبتته لنا الأيّام منذُ بداية العدوان وعقب انتصار الثورة المباركة.
كم هو موجع أن نكتشف أن من كانوا يحكموننا أمريكيو الولاء ويهوديو الانتماء، فذلك الرضا الأمريكيُّ عن الرئيس عفّاش وزمرته كان أكبرَ دليل على أنه اتبع ملتهم بحقٍّ؟!.
وما بين خذلان الأمس وانتصار اليوم، تتجلى لنا أسمى معاني الوفاء والإخلاص، وأدنى حالات الخيانة والتآمر، في تلك الدروس الواضحة والقيمة وشتان ما بين من يبني وبين من يدمّر.
وها هي تلك الابتسامة الأمريكية التي تشفت في أبناء الشعب اليمني، وهي ترى صواريخه ومنظوماته تفجر بأيدي عملائهم بكل استخفاف واستهانة تتحول إلى عويل وصراخ أمريكي، وهي ترى ما أنجزته العقول اليمنية وصنعته الأيادي المجاهدة المقاومة من منظومات هجوم ومنظومات دفاع، بتطور وقوة ودقة عجزوا عن تدميرها وإزاحتها من طريقهم.
وأصبح ذلك الوجعُ الذي شعرنا به ونحن نرى ذلك الفيديو خفيفاً؛ لأن هناك من داوى جروحَ هذا الشعب ولملم شتات هذا الوطن، فأصبحنا حينما نرى ماضينا بكلِّ تلك الانتهاكات والتعديات والخيانات، نرى حاضرَنا الذي أعاد لنا الاعتزازَ بالنفس وأرجع لنا الكرامةَ والعزة والسيادة التي كانت قد اضمحلت في وحل المؤامرات والزيف، فنحمد اللهَ الذي أنعم علينا بهذه القيادة المحبة الوفية لوطنها ولأبناء شعبها ورفعته بين كُـلِّ الشعوب، بالرغم من قلة الإمْكَانيات وصعوبة التحَرّك.
فلنتمسك بهؤلاء القادة ولنلعن الخونةَ ولنستفد من الدروس الكثيرة التي ترميها لنا الحياة يوماً بعد الآخر؛ كي نكملَ طريقنا للحرية الكاملة من كُـلّ هيمنة واستكبار خارجي.