“جهاز الخيانة”
أحمد المتوكل
في ظلِّ التسارع الرهيب لمعظم الدول الإسلامية للارتماء في أحضان الصهيونية، والتطبيع مع القوى الشيطانية “أمريكا وإسرائيل”، وفي ظل تاريخ الشعب اليمني الأصيل، المعروف بالتنكيل لكل إمبراطوريات الغزو والتضليل، كان لا بُدَّ من إنشاء جهاز استخباراتي قوي في اليمن، ليس لحفظ الأمن والاستقرار وليس للحفاظ على المؤمنين الأبرار، بل للحفاظِ على أمن واستقرار أمريكا وإسرائيل ومصالحهما في اليمن.
جاء الأمرُ الأمريكيُّ للخائن علي عبدالله صالح بإنشاء جهاز استخباراتي باسم “جهاز الأمن القومي”، لضرب الأحرار من الشعب اليمني وضرب كُـلّ من يعادي أمريكا وإسرائيل ولو بالكلمة.
لم يكن جهازُ الأمن القومي يحافظُ على مصلحة اليمن وأمنه واستقراره وعزته وشموخه، بل كان بالتعاونِ مع حزبِ الإفساد وتنظيم القاعدة يقوم بتنفيذ كُـلِّ أمر يصدره السفير الأمريكي من داخل السفارة الأمريكية في صنعاء، سواءٌ أكان بما يخص تهريب الآثار ونهب الثروات أَو الاغتيالات والتفجيرات والخطف والتعذيب والإخفاء، حتى وإن كان الأمر الأمريكي بتدمير صواريخ الدفاعات الجوية للقوات اليمنية، فإن عليه أن ينفّــذ دون اعتراض أَو تذمر وبابتسامة عريضة وضحكات وبرود أعصاب، كما رأينا ذلك على وجه الخائن عمار محمد صالح وكيل الأمن القومي آنذاك، وهم يفجرون 1263 صاروخاً و52 قبضة و103 بطاريات.
عمار محمد صالح الذي كان يبرز عضلاته على الشعب اليمني، ظهر ذليلاً تحت حذاء الفتاة الأمريكية، بعد ذلك قام جهازُ الأمن القومي بالتخلص من الطيارين اليمنيين، وإظهار ذلك بأنه مجرّد حادث سقوط طائرتين هيلوكوبتر في العاصمة صنعاء.
ثم قام هذا الجهاز الخائن بالإشراف على حزبِ الإفساد وتنظيم القاعدة، عندما قاموا بالتفجير في ميدان السبعين أثناء العرض العسكري، والإشراف على قتل الممرضين والممرضات والمرضى وكل من كان في مستشفى العرضي، ولن ننسى أن جهازَ الأمن القومي كان يقوم بخطف وإخفاء كُـلِّ من يعادي أمريكا ويصرخ بالموت لها، وكانوا يقتحمون حرماتِ بيوت المجاهدين في أوقات متأخرة من الليل، بحثاً عن كُـلِّ من يعادي أمريكا ولو بالكلمة!!.