ثلاثة أوجاع على مرتزِقة اليمن!!
سند الصيـادي
لم يعد غامضاً ما هي جُدُرُ العصر الحالي التي أوردتها الآيةُ القرآنيةُ الكريمة، والتي يحاربنا اليهود والنصارى من ورائها، وهي ذات الجدر التي ظل يتحصّن أولئك وراءَها في حروبهم ضد المنهج المحمدي منذُ القرون الأولى لما بعد البعثة النبوية الشريفة، ممن هم من أبناء جلدتنا وعقيدتنا من المنافقين وَعبدة المصالح وَخصوم الفضيلة.
في الحالةِ اليمنية، نتفقُ جميعاً أن العدوانَ على اليمن الذي يتم عامَه الخامس، هو في الأصل عدوان أمريكي صهيوني بكل حسابات المصالح وَالنوايا وَالأجندة وَكذلك شواهد الواقع، وإن ظل يحرص المعتدي على توصيفه بكونه يأتي من تحالفٍ سعودي إماراتي، إلّا أنه في الحقيقة الجدار الأول الذي يقلل على المعتدين كلفةَ المواجهة وعظمة الخسائر وَرهبة الموت التي تسكن قلوبَهم، وما السعودي والإماراتي إلّا أداةٌ تمكنوا من تملكها وَتطويعها مبكراً، تيسيراً لأهدافهم التي تتجاوز حدودَ فهم ومعرفة أولئك النفر من رعاع الأعراب من وكلائهم في المنطقة.
والمؤسفُ أن تجد أولئك الأعراب الحمقى قد استعانوا بمن هم أكثر حمقاً منهم من الداخل اليمني من قيادات وجمهور المرتزِقة والمنافقين، فباتوا يطوعونهم بذات الطرق التي مُورست عليهم، ثم يدفعونهم إلى محارقِ المواجهة للمشروع القرآني في الداخل، وأبعد من ذلك باتوا يتخذونهم دروعاً بشرية في المواجهات ما وراء الحدود.
بات المرتزِقُ اليمنيُّ يعني لضمائرنا حالة من الوجع الثلاثي المزدوج، أولها؛ لأَنَّه يُقتل بلا ثمن ولا قضية؛ وَلأَنَّ ارتزاقه بات أحد أهم مبرّرات استمرار العدوان، وثالثها؛ لأَنَّه يقف عائقاً مادياً وزمنياً أمام مشروع في الأصل يهدف إلى عزته وكرامته، التي لم يعد لها من قيمة لدى من دفع به للقتال، وكان الأحرى به لو وعى أن يشكل رافداً لإخوته في الوطن وَالعرق والهُــوِيَّة، الذين يخوضون حربَ استعادة الاعتبار لهذه الأرض وَناسها وَهُــوِيَّتها الإِيْمَانية الخالصة.
أثق أنه يوماً ما ستتغير القناعات لدى مرتزِقة اليمن، وَسيمارس من بقي منهم جلد الذات وترديد عبارات الندم على سوء المآلات.. وَلكن بعد الفوات!!