القائد القرآني
أنس القاضي
ما أعظمَ السيدَ وما طَرَحَه في محاضرة الهُوية الإيمانية، ليس فقط في تشخيصِه وتقديمِ العلاج، بل وفي حله لأعقدِ الإشكاليات الفلسفية، في مسألة كيف نبدأ التغيير، هل بتغيير الوعي أم تغيير الواقع؟. حلها دون الالتفات لها..
يبدو وكأَنَّه يهزَأ بالطقوس الإسلامية والعبادات الظاهرية، إذ ينقدُ توهُّمَ اقتصار الإسلام عليها، حتى ليقولَ السامعُ لربما الرجل ملحدٌ لا يؤمن بيومِ البعث، فقط يستغل الحماسة الدينية في دفع الناس للجهاد والبناء.
ثم ينتقل بالسامع إلى الحديث عن الصلة بالله وعون الله وإمداده حتى يبدو ذلك المتصوف الذي ذاب في ذات الله ودخل في وحدة الشهود، حتى أنكر وجودَ الأسباب والمسببات الطبيعية والبشرية مما اعتقدته الأشعريةُ وبالغت فيه المعتزلةُ، ولم يرَ في الكونِ إلا تجلِّيَ فعل الله وإرادته وقيوميته في الوجود، تملّكته آيةُ أَن اللهَ يمسكُ السماواتِ والأرضَ أن تزولا..
لكنه القرآني الذي آمن بالله وقيوميتِه وفاعليتِه وإمدادِه وعونِه، وأدرك مسؤوليةَ الإنسان وواجباته من سعي وكـدح وحرث وجهاد.
وسر خلقه ووجوده واستخلافه ومعنى عبوديته:
التحرّر من الاستعباد وبناء الحضارة العادلة.