أتباعُ المحتل وما بعد إقامة الحُجَّة
محمد أمين الحميري
اللهُ يقولُ: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)، والمؤامرةُ المحدِقةُ هي بكلِّ اليمنيين بما فيهم من يقفُ في صفِّ الغزاة، ونشهدُ اللهَ إنَّ القيادةَ في صنعاء قد بذلت قصارى جهدها ولا تزالُ في رأبِ الصدع والدفع في اتّجاه التصالح اليمني اليمني، لكن الأطرافَ اليمنية الأُخرى تتعاطى مع كُـلِّ ذلك من منطلق الاستخفاف، وأصبحوا جنوداً مجندةً للمحتلّين والغزاة؛ ونتيجةَ الحقدِ المتغلغل في قلوبهم ومصالح أُخرى، أصبحوا يدركون أنه لا خيارَ لهم إلّا الاستمرار في تدمير اليمن وجرجرة المحتلّين لما هو أكبر.
والمخزي أن المحتلَّ والغازي عندما يتمكّن من منطقةٍ سرعانَ ما يبادرُ للتخلص ممن أعانه وساعده، وكم تكرّر هذا الفعلُ ولم نرَ منهم أيّةَ يقظة أَو اتّعاظ، بدليل واضح أن الله قد أعمى أبصارهم وبصيرتَهم ولعلها حكمة الله، فهؤلاء السماسرة قد عاثوا في الأرض فساداً خلال عقود طويلة، وما مشاركتهم في صفِّ العدوان إلّا واحدة من جرائمهم في حق الشعب اليمني، وهو بمثابة المنعطف الذي ظهروا فيه على حقيقتهم السيئة؛ ولهذا فخذلانُ الله لهم أصبح مرافقاً لهم في كُـلِّ أحوالهم وشؤونهم، فهم يساقون إلى الهاوية عن علم تام، لكن لا حول لهم ولا قوة فيدفعون عن أنفسهم المصيرَ المؤلم، وهي سُنته في إهلاك الظالمين؛ ليكون في ذلك ذكرى للذاكرين.
التاريخُ يتحدّث أن اليمنَ مقبرة الغزاة والتاريخ اليوم يتكرّر، ومن يريد العودةَ إلى رشده فهذه بلاده، والسلطة في صنعاء تقول: “أهلاً وسهلاً به معززاً ومكرماً”، ومن لم فليتحمل تبعات مقامراته، ومشروعُ التحرير ماضٍ رغم أنوف المعتدين، وخيار التحرّر من هيمنة الطغاة وتحقيق الاستقلال الكامل هو خيار استراتيجي وضعه الأحرارُ نصبَ أعينهم منذُ أول يوم انطلقت فيه شرارةُ العدوان الوحشي على اليمن، ومن ينظر إلى ما بين قدمَيه ثم ينطلق في قراءته للأحداث فهو وشأنه، ومثلُ هذا التفكير قد تجاوزه أصحابُ الهمم العالية والطموحات الكبيرة، والنصرُ حليفَهم بإذن الله، وهو النصرُ لليمن أرضاً وشعباً وحضارةً وهُـــوِيَّةً.