الانتصاراتُ لمن يستحقُّها
فاروق مقبل
صنعاءُ تحصي انتصاراتِها العسكريةَ وأنتم تحصون خيباتِكم لا أكثر.
تؤكّـدُ صنعاءُ أنها ستضحي بكلِّ ما يمكنُ التضحيةُ به؛ مِن أجلِ تحرير الجوف، ومأرب، وتعز، والحديدة، وعدن، وشبوة، وحضرموت، ولحج، وأبين، وأنتم تقولون قتلى الحوثيين بالعشرات!!.
تدركُ الانتصاراتُ أنها لا تليقُ بكم، وتذهبُ لمن يستحقُّها، تدرك الانتصارات أن المرتزِقةَ ليسوا جديرين بالعيش إلا على بلاطِ الفنادق؛ لهذا تذهب لِمن يعيشون على أطرافِ الخنادق وخطوط التماس.
خمس سنوات مرّت، وكلُّ لحظة تثبتون أنكم أوضعُ من عاش على وجه هذه الأرض، بتصرفاتكم، بانحطاطكم، بهوانكم، وبارتزاقكم.
لا تلوموا جبالَ اليمن إن تواطأت ضدكم، فهي تنتمي لترابِ اليمن لا غيره، لا تلوموا ترابَ اليمن إن رفَضَ القبولَ بكم على ظهرِه، فلا يمكنُ لهذا التراب أن يقبلَ مرتزِقاً يدنِّسُ ذراتِه.
غداً سترقُصُ صنعاءُ على أبوابِ المجد وتعلن من طرفها إنهاءَ هذه الحرب وعودة الحياة وتطبيع الأوضاع، وأنتم سترتعدون خوفاً؛ لأَنَّ قوات صنعاء؛ لأَنَّ الحوثيين الشعث الغبر الحفاة، تقدموا بعزيمة وإيْمَــان نحو آخر نقطة في الحدود اليمنية السعودية، ليس خوفاً على أنفسكم حين تلفظكم الرياضُ نحو صنعاءَ المضخمة بالنصر، ولكن خوفاً على المملكة التي ستركلكم ككلابٍ شاردةٍ.