منع الحج سياسةٌ صهيونية سعوديّة
صالح مصلح
تناغمت سياسَةُ النظام السعوديّ فيما يتعلقُ بالحج والعُمرة والمقدَّسات الإسلامية مع السياسة الأمريكية والسياسة الإسرائيلية التي تهدفُ إلى منع الحج، وطمس المعالم الإسلامية من المدينة ومكة وبقية البلدان الإسلامية.
ووفق هذا المسار نلاحظ أن النظام السعوديّ حرص خلال الستين السنة الماضية إلى وضع مطبات وعراقيل تهدف إلى منع الحج، وإيصال المسلمين إلى قناعة بعدم الاهتمام به، فقام بفرض إتاوات ورسوم باهظة تضاف إلى مصاريفه الشخصية على كُـلّ حاج، مما يجعل كلفة الحج مرتفعة جِـدًّا لا يستطيعُ فقراءُ المسلمين توفيرَها، وهذا ما أَدَّى إلى تناقص عدد الحجاج في كُـلّ عام.
وبالتوازي قام النظام السعوديّ عبر الفكر الوهابي بتدمير كُـلّ المعالم والمقدَّسات الإسلامية الهامة في مكة والمدينة بذرائعَ واهية وفتاوى تكفيرية، وحوّلوا بيت أم المؤمنين خديجة بنت خويلد إلى حمَّامات، بينما في المقابل حافظوا على آثار اليهود كحصن خيبر وغيرها، وحافظوا على كُـلّ ما له صلة بأسرة عبدالعزيز آل سعود.
ولعل المتأمل يدرك أن ذات السياسة ينتهجها الصهاينة في فلسطين المحتلة وكيف يسعون إلى تدمير الآثار والمعالم الإسلامية في القدس ومختلف القرى في فلسطين.
وتماهياً مع السياسة الأمريكية والإسرائيلية، حرص النظامُ السعوديّ على منع الشعوب الإسلامية المؤمنة من الحج، وتحديداً الشعوب التي تحمل سياسةَ المناهضة للهيمنة الأمريكية الإسرائيلية كاليمن وإيران وسوريا وحركات المقاومة الفلسطينية، وحزب الله في لبنان، وغيرها.
وفي المقابل، منح النظامُ السعوديّ الكيانَ الصهيوني الغاصِبَ تسهيلاتٍ كبيرةً، وسمّحَ لمن يحمل الجنسية الإسرائيلية بزيارة السعوديّة “لأغراض دينية”، وخفَّضَ الرسوم المفروضة عليهم إلى مستوىً متدنٍّ، فبإمْكَان الفلسطيني الذي يحملُ جنسيةَ “إسرائيل” أن يحج بخمسة آلاف شيكل، ولكن الفلسطيني في غزة لا يمكنه الحجُّ إلا بخمسة وعشرين ألف شيكل.
هذا النظامُ العميلُ يستغل المقدَّسات للتكسُّب والتحريض والتزلف لأعداء الأُمَّــة ومحاولة شرعنة عدوانيتها على الشعوب الحرة والتغطية على انزلاقها في وحلِ التطبيع وغير ذلك من سقطاتها الكبيرة، واليوم ها هي قنواتها تعلنُ وتصور إغلاق المقدَّسات لحظةً بلحظة وكأنها تفخرُ بما فعلته مما لم يفعله حتى المشركون في جاهليتهم قبل الإسلام..
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ ۚ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ)).