خطابُ السيد.. بين مهمة القائد والمنهج القرآني
عبدالله هاشم السياني
في كلمةِ السيد عَبدالملك الحوثي في خطابه بمناسبة جمعة رجب ذكرى دخول الإسلام اليمن ودخول اليمنيين الإسلام طواعيةً بشكل رسمي وشمولي بعد تلقيهم رسالةً من رسول الله جاء بها الإمامُ عليٌّ عليه السلام، تناول السيد عبدُالملك وركّز في كلمته على المناسبة ذاتها وعلى علاقة أهلِ اليمن بها وارتباطهم بها ودَور الإمام علي عليه السلام فيها وعلى استقبال الرسول نبأَ دخول أهل اليمن الإسلام وسجوده لله شكرًا واحتفاءً بها ثم ذكر ما قاله رسول الله في أهل اليمن “الإيمانُ يمانٍ والحكمة يمانية”.
وكعادة السيد عَبدُالملك -قائد المسيرة القرآنية- عندما يتحدث عن التاريخ والأحداث والمواقف والسياسة والاقتصاد والتربية يعتمدُ على المنهجِ القرآني في قراءته لكل تلك الأحداث والمجالات، منطلقاً من الثقافة القرآنية، فيقدم من خلالها التصوراتِ ويحدّدُ ويشخِّصُ الواقعَ ويرسُمُ الأبعادَ والآثارَ، ويقدِّمُ الحلولَ ويبين ويوضح في نفس الوقت أهميّةَ الانطلاقة من تلك التوجيهات الإلهية الواردة في كتاب الله، ويؤكّـد على حاجة الإنسان لها وعلى ضرورة التزامه بها حتى يحظى بالنتائجِ والوعود الإلهية التي وعد بها عبادَه المؤمنين في هذه الحياة الدنيا من النصر والتمكين والاستخلاف إذَا ما أخذوا وامتثلوا لأوامره ولم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم ولم يتعاملوا مع دين الله بنفوس تدّعي الإيمانَ منطلقةً من المصلحة والشك والتربُّص والفتنة سَمَّى أصحابَها القرآنُ الكريم بالمنافقين.
روحُ المسؤولية:
كما ينطلقُ السيد عَبدالملك بدر الدين الحوثي في كُـلّ خطاباتها منذُ انطلاق مسيرة أنصار الله من موقع المسئولية ومفهوم الولاية في القرآن الكريم وفي هذا الخطاب ركّز على مفهوم الإيمان وعمل على توضيح معانيه والطرق التربوية الموصلة إليه والخطوات العملية الهادفة إلى ترسيخه وتعزيزه في واقع الفرد وفي واقع الأمة، منبهاً إلى أهميته الإيمان ودوره في تحصين الأمة من الاختراق وبأنه القادرُ على كشف الأعداء الفاضح لصفاتهم ونفسياتهم وأساليبهم وطرق حروبهم وَمخطّطاتهم وكيفية مواجهتهم والانتصار عليهم.
كما قدّم السيد عَبدالملك رؤيةً إسلاميةً متقدمةً لكثير من القضايا المرتبطة بالإيمان والتي لا يرى كثيرٌ من المسلمين بأن لها أية علاقة بالإيمان كقضية الاستقلال، والحريّة، والعزة، والنهوض، والتصنيع، والقوة، مذكراً أهلَ اليمن بهذه الخصوصية الإيمانية التي شرّف رسول الله بها كُـلّ يمني وجعلها أَسَاسَ هُــوِيَّته وشخصيته وبها قاوم الشعبُ اليمني هذا العدوانَ الظالمَ والمتوحشَ وصمَدَ في وجهه أكثرَ من خمسة أعوام والذي تقومُ به وتقودُه السعوديةُ وأمريكا والإمارات وإسرائيل وكيف بهذا الإيمان جعل ذلك التحالُفَ في مأزق يتجرَّعُ الهزيمةَ تلو الهزيمة.
مهمةُ القائد:
لقد تحدث السيد عبدالملك عن الإيمان والقرآن الكريم وما جاء فيه كدينٍ ومشروعِ حياة وكتابٍ منزَلٍ من عند الله على عباده من منطلق مهمته كقائدٍ للمسيرة القرآنية وللثورة اليمنية ويقعُ على عاتقه رسمُ خطواتها وتحديدُ مستقبلها وتحقيق كُـلّ الظروف والأسباب لانتصارها؛ وباعتباره المسؤولَ الأولَ عن المحافظة على مؤسّسات الدولة والحفاظ على أمنِ أكثرَ من عشرين مليون إنسان في اليمن وعن توفير كُـلِّ أسباب النصر على مختلف الجبهات وعلى رد كيد ومكر عدوانٍ إقليمي دولي هدفُه احتلالُ اليمن واستعبادُ الإنسان اليمني ونهبُ ثرواته.