كورونا.. صناعةٌ أمريكية
رأي الله الأشول
فيروس كورونا، طاعون العصر الذي أصاب العالمَ بالذعرِ وقيّد حركته وحاصرَ شعوباً واجتاح أُخرى..
في الصين ظهر أولاً فالكوريتين وُصولاً لإيران..
وليس من الصدفة أن يبدأ الفيروسُ بالانتشارِ في بعض الدول التي تعتبر من ألدِّ خصوم الولايات المتحدة ومن أشدِّ المعارضين لسياساتها.
وليست أمريكا ببعيدة عن قفص الاتّهام بأنها وراء اختلاق كورونا، لا سيما وهي في فلكِ الصراعِ الصمَّـادّ الاقتصادي المحتدم مع هذه الدول وبالذات مع الصينيين الذين ازدادت حدةُ التوتر معهم منتصف العام المنصرم إزاء فرض العقوبات الأمريكية على اقتصادهم بشكل عام، والشركات التجارية على وجه التحديد ومنها شركة هواوي للهاتف النقال، والتي غزت الأسواقَ مزاحمةً كبرى الشركات الأميركية في هذا المجال.
ولم تكد موجةُ الصراع التجاري تهدأ حتى قص شريط احتجاجات ضخمة وأعمال شغب منظمة في (هونغ كونغ)، للمطالبة بإصلاحات صمَّـادّة ودستورية ما لبثت أن تحوّلت لمطالبات بالاستقلال عن الصين، وكانت الولاياتُ المتحدةُ لاعباً مهماً في تحريكِ وتوجيه المظاهرات وتبني خطاب المتظاهرين في هونغ كونغ صمَّـادّاً وأخطر منه إعلامياً.
وبنفس وتيرة دعم الاحتجاجات، فعلت أميركا وأدواتها التخريبية والاستخباراتية بمنطقة الأيغور والتي تقطنها غالبية مسلمة، فضجت وسائلُ الإعلام العالمية العربية والإسلامية بما يسمى اضطهاد مسلمي الأيغور من جانب الحكومة الصينية، وتحوّلت الولاياتُ المتحدةُ إلى داعيةٍ للإسلام ومدافعة عنه متناسية ما يحدث للمسلمين في فلسطين واليمن والعراق وسوريا وليبيا وبورما.
وذلك بخطابات وتصريحات لكبار الساسة الأمريكان يعلنون بها تضامنَهم مع الأيغور وتسليط الضوء على ما ترتكبه الصينُ من جرائمَ وانتهاكات حدَّ زعمهم.
ورأينا الأبواقَ العميلةَ في الشرق الأوسط تنتهج نفس النهج الأميركي؛ وذلك لتهييجِ مشاعر الشعوب العربية والإسلامية؛ بهدَفِ مقاطعة الصين اقتصادياً وتلك إحدى الضربات القاصمة التي لا تتمنّى الأخيرةُ وقوعَها، فالشرقُ الأوسطُ يُعتبر السوق الكبير لمعظم المنتجات الصينية على اختلاف أنواعها.
لقد أراد الأمريكان خلال تلك المؤامرات، توجيه ضربة صمَّـادّة واقتصادية مؤلمة للتأثير على أكبر اقتصاد منافس لهم، بل وبات قريباً من تصدّر قائمة أكثر دول العالم تصنيعاً وتصديراً.
وليس من المستبعد أن يكون انتشارُ فيروس كورونا في الصين وحليفاتها، تخطيط أمريكي وجندي تحَرّكه خيوطُ العم سام؛ لتُنهكَ به أعداءها والمنضوين تحت لواء الممانعة والمجابهة لمشاريعها، وبذلك تضرب عصفورين بحجر، أولاً إلهاء الشعوب المستهدفة بزجِّها في فوضى صحية عارمة تؤثر مباشرةً في مقومات تلك الشعوب، والثاني يسدي لها الفيروسُ خدمةً كبيرةً ويوفر عليها حروباً عسكرية باهظة عدة وعتاداً، بالإضافة إلى العوائد المالية الضخمة في حال أنتجت المصل المضاد للفيروس.
ما يعزّز من احتمالية تورط أمريكا في الأمر، هو تدخلها في كُـلِّ صغيرةٍ وكبيرةٍ في الشأن الصيني الداخلي، وأن لها باعاً طويلاً في استخدام أساليب مماثلة في معظم الحروب التي خاضتها، ومنها ما قامت به من حقن الاتّحاد السوفيتي وشعوب منطقة القوقاز والمنطقة العربية بثمانينيات القرن الماضي بالكوليرا المميتة.
وللأمريكيين أساليبُ مشابهة في معاملة خصومهم، بداية بكوبا 1962 حيثُ لا يخفى على عاقل ما شنّوه بحقِّ الشعب الكوبي من حرب إبادة صحية واقتصادية وزراعية إبّان ثورة فيدل كاسترو، فبالإضافةِ إلى جور الحصار الخانق والحرب الداخلية، صدّرت للكوبيين حشراتٍ فتاكةً التهمت الأخضرَ واليابسَ من المحاصيل الزراعية التي تُعدُّ مصدر عيش ورزق معظم شعب كوبا، ما نتج عنه كارثة إنسانية هائلة صحياً وبيئياً واقتصادياً.
وليست النهاية ما صنعته المخابرات الأمريكية بالاتّحاد السوفيتي، حيثُ عملت على تفكيكه وتمزيقه وتحويله لدويلات متناحرة بدون إطلاق رصاصة واحدة باتّجاه الروس.
وعقب توضيح كُـلِّ ما سبق، فمن الطبيعي أن يكون الجشعُ الأمريكيُّ هو أكبر المستفيدين من نتائج تلك الكوارث، كما هو حاصل في العالم اليوم، فالمتتبعُ للأحداث يوقن وبما لا يدع مجالاً للشكِّ بأن الولايات المتحدة والسي آي أيه التابع لها، هي ما يغذي الصراعات في العالم وهي من يسحق البشرية بالأسلحة الأوبئة والفيروسات، وفيروس كورونا ليس آخرها وهذا ما ستثبته قادمُ الأيّام بإذن الله.